ستجد في هذا الكتاب بعض من المواقف المقتطفة من نهج الحياة، اقرأها بعناية وعلى مهل فهنالك الكثير تم تضمينه بين السطور، أتمنى أن تجد بين دفتيه معلومة تساعدك على تدارك وتحسين حياتك، والحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها نحوه، وأفضل طريقة لشيوع الأخلاق هو أن نتمثل بھا. عندما تصادف خلقا سيئا، فلا تنزعج واعتبر ذلك فرصة للتعلم، وإضافة جديدة لخزائن إرتقائك وسمو أخلاقك، وفي المجتمع أو في العمل أو في العائلة فأنت ستصادف دائما أصنافا من الناس غايتهم إثارة المتاعب والتلاعب بالعواطف، وستكون مجبرا على أن تتعامل معهم، فتحلى بأفضل الأخلاق. يقول هنري ديفيد ثورو الكاتب والفيلسوف الأمريكي صاحب الكتاب الشهير "the Wood Waldenor Life" إذا كنت لا تستطيع الرقص على نفس إيقاع الآخرين، فربمـا كان ذلك لأنك تسمع موسيقى أخرى".
يتخطى كتاب “قطرة المحو” فكرة كونه إصدارًا يتضمن عددًا من المجموعات الشعرية التي توثّق المسار الإبداعي للكاتب العماني زهران القاسمي، ليمثّل كنزًا لمجموعة من الأحاسيس الموغلة في الرمزية الهادفة التي لا تخلو من نفَس تراثي عميق يركن إلى لغة سليمة تغذيها موهبة شعرية وقّادة.
هذه السطور المسطورة هنا، لا تدعي محاولة فهم أبعاد عظمة السيدة الزهراء (سلام الله عليها) ولا الإحاطة بأسرار شخصيتها، بل لا تزعم مقاربة أقل القليل من ذلك. إن هي إلا «قطوف» يمكن لأيدينا القصيرة القاصرة أن تصل إليها وتجتنيها من «دوحتها» الوارفة السامقة، وهي محاولة متواضعة للوقوف عند أبعاد محددة وملامح معينة مستفادة من سيرتها العطرة وشمائلها المحمدية الرفيعة، بقدر ما يمكن لعقولنا القاصرة أن تستوعب من مكانتها وشأنها.
أنسل من أضلعي .. قلبا بك اتقدا .. أعود للطين، للماء الذي ارتعدا...! .. كون من الصمت .. يغشانی فأسكنه .. وأعبر الكون بالصمت الذي احتشدا...! .. نحن العروج .. إلى الإشراق ندركه .. في بسمة الطفل، في الشوق الذي اتقدا...! .. أيسكن القلب .. في الأعراف منزلة؟ .. ما بين خوفين يقضي الغي والرشدا...!
لم أشأ أن تكون مجموعتي كتاب رثاء بالمعنى الضيق للكلمة، بقدر حرصي أن تكون سرداً لعلاقة مودة ورحمة مع رفيقة قاسمتني حوالي عشرين سنة بحلوها ومرّها، من جانب، ومن جانب آخر تكون ساحة لتأمل الحياة من خلال ثيمة الموت، وأسئلته الكبرى التي عجز المفكرون والفلاسفة وسائر البشر عن وضع إجابات لها، فظلت مفتوحة. ولم أتوقّف عند تلك النصوص، فخلال مراجعاتي، وتأملاتي، وجدت نفسي أعود منساقا إلى أوراق قديمة وجدت فيها بذور إحساسي بفقدانها، رغم إنّ حياتنا لم يكن ينغّصها شيء، لذا استدعيت تلك النصوص من مخابئها في تلك الأوراق التي نشر بعضها، وأضفت إليها نصوص ما بعد الفقد، لأخرج بهذه المجموعة وفاء للراحلة، واستمراراً افتراضياً، لمسيرة حياتنا المسكونة بالكثير من الذكريات الجميلة التي عشناها سوية، فأضحت وقودا يدفعني إلى عوالم متجددة في الكتابة، والحياة، والنظر للمستقبل.
أحب قنفوذ دحرجة بكرة الصوف، وحين وصل إلى وسط الغابة وجد أن خيوط الصوف قد تشابكت؛ فنظر حوله يطلب المساعدة من العصفور والقرد والفيل. فهل سينجح قنفوذ في أن يجد حلا لعقدة خيوط بكرة الصوف؟
ليست القهوة وحدها من يجعل هوملاند أيقونة، لیس کونه مقهى أيضا، وإن كان هذا جزءا حيويا من الحكاية، يحدث أن تصطف أمامك في مساحة ليست بالواسعة عشرات المقاهي التي بذلت كل ما في وسعها لإقناعك بالتوقف فيها، ولو لدقائق معدودة: کراس وثيرة، وقهوة أثيرة، وندل مضمخون بالأناقة واللياقة، لكنك تبحث عن شيء آخر، عن أغنية وردة متفتحة، وضجيج أشياء صامتة، عن الحياة التي هي في مقهى آخر؛ إلى أن تعثر عليه أخيرا، وبعد لأي. من آلاف الساعات التي تضيع من حياتك هدرا تجد ساعات حقيقية قليلة، منها واحدة تسميها ساعة هوملاند. سأقول إنها الروح. روح القهوة التي تجعل راشفها يستعذب المرارة ويستضيء بالسواد، وروح اللقاء التي تحيل مساحة مكانية ضئيلة غابة خضراء من الألفة والمحبة، وروح المكان القادر على إمدادك بالوهم الكافي لإقناعك بأنك لست وحيدا. الحياة الفريدة من نوعها التي لا يمكن أن تحدث إلا في مقهى حفظ له الله موهبة أن يكون ضئيلا ومن زویا بحيث يصعب أن يسعى إليه إلا تلك الأقلية الهائلة مقهى يحتفي بالأحياء، ويحضر فيه حتى الأموات في أمسيات تستذكر مناقبهم وخصالهم الحميدة، التي منها حب المقاهي وعشق القهوة. كان هوملاند محض حلم في مخيلة شاب يقوده قلبه، اسمه حمود الشكيلي، أما اليوم فهو دليل إضافي على أن أجمل الأشياء هي تلك التي تبدأ بحلم .. سليمان المعمري
"قهوة مرّة" قصص قصيرة للقاص سلطان حميد البادي، يستحضر فيها حكايات من ماضي المكان العماني، ومن حاضره، يبحث في بعضها عن موضوعة الغربة، ويقابل بين سلوك الناس في القرية والمدينة سابرا أعماق النفس البشرية. يسترجع سنوات الدراسة في نص استراحة طويلة ليرسم مفترق الطرق لشخوص القصة، كما لا تخلو قصصه من حضور قصص تكون عقدتها عاطفة الحب بين الرجل والمرأة. يكتب سلطان البادي قصصه بلغة أنيقة تصويرية مسترسلة تتسق مع الحدث وملامح الشخصيات.
في نصوص قواعد الرحلة الأربعون ندرك ما لا يدرك إلا بالتأمل، نقرأ ما لا تراه العين، نكتشف ما لا يرى، نصل إلى حيث لم نحلم يوما بالوصول. هذه النصوص خلاصة مدرسة في تأمل الذات، وفي اكتشاف مكامن قوتها عبر السير إلى الأمكنة الداخلية للنفس البشرية، نصوص تجعل قارئها يعرف كيف يمكن أن يرحل ويرتحل وهو في قمة إنسانيته العظيمة، تلك التي وهبت له لاكتشاف نفسه وما حوله في المكان والزمان.
قصص "قوانين الفقد" هندسة عربية مختلفة في بناء القصة. خطوط سردية تتوازى في المسير، ومع ذلك تتقاطع مع خطين آخرين ندركهما، ألا وهما خطي الحياة والموت، وما يمضي بينهما من ميلاد وفقد. ثمة قوانين ونقاط تقاطع ومثلثات متشابهة وغيرها من الإحالات والمفارقات. استطاع مازن حبيب حشد عوالم غائرة بتفاصيل حيَّة تبدو حيَّة تبدو إلى الوهلة الأولى هامشية، إلا أنها مع توالد المشاهد الدرامية الصادمة تصبح عميقة وذات مغزى، لتثير كل قصة على حدة من القصص الخمس أسئلتها الخاصة. تشد هذه التفاصيل الدقيقة حزام ذاكرة القارئ، وتحيله إلى ما قد خبره واستقر في وجدانه، بعد أن طواه النسيان باستحضار عوالم الزمان والمكان والشخوص. في القصص مفارقات مدهشة تفتن القارئ بما فيها من علاقات توازن بين ألم الفقد وسخرية الحياة وطرفتها أحيانًا. نظَّمت قدرة الكاتب على السرد المُسترسل والافتتان بالتخييل المتحرِّك عوالم هذه المجموعة القصصية، وليس أمام القارئ إلا الإمساك بجمر التفاصيل التي تمثلت فيها لمعرفة قوانين هندسة الفقد.
يتناول هذا الكتاب الأهداف التي ارتكزت عليها الفلسفة التربوية لثورة ظفار، ويبحث في العمل الجدي المنظم الذي قام به ثوار ظفار بهدف تكوين المعتقدات التربوية. فبعد المؤتمر الثاني لـ"جبهة تحرير ظفار"، الذي عقد في حمرين عام 1968، لم تعد الثورة مجرد تمرد أو حركة تهدف إلى تحرير الأرض وتغيير الحكم، بل أصبحت حركة ذات فلسفة تربوية تستهدف المجتمع برمته. وإذا كان مؤتمر حمرين قد حدد أيديولوجية الثورة في أيلول/ سبتمبر 1968، فإن برنامجي العمل الوطني في كانون الأول/ ديسمبر 1971 وتموز/ يوليو 1974 رسما المعالم الفلسفية والعملية للثوار الشعبيين. يمثل هذا الكتاب مرجعاً علمياً مهماً لدراسة أحد مفاصل التاريخ العربي المعاصر، باستخدامه منهجية البحث المتكاملة، التي تمزج بين الاستبصار الفكري وأساليب العمل الميداني. وقد قامت مؤلفة الكتاب بجهد ميداني وفكري فريد لبحث موضوعٍ يتعلق بحدث تاريخي كان له شأنه ومغزاه في وقته، وهو ما يطلق عليه اسم "ثورة ظفار"، مستنده في عملها إلى وثائق نادرة، ومقابلات مع عدد من الشخصيات التاريخية من قيادة الثورة، في مواقع وجودهم المتباعدة جغرافياً على المستوى العربي، ومقدمة في النهاية هذه الدراسة الفريدة التي يتضمنها هذا الكتاب.