من خصائص الديوان: أولا) الأدب الملتزم: الذي تمتزج فيه الذاتية مع الموضوعية، ثانيا) النزعة الدينية: فالمعتقد الديني الواعي يساعد الإنسان علـى رؤية الـحياة بشكل أعـمـق، ثالثا) عمود الشعر: لم يخـرج الشاعر عن عمـود الشـعر التقليدي العربي لم يخرج عنه شـكـلا ولا مـضـمونا ولا أسـلوبا لـم يخـرج مـن حيث المعاني والأخيلة والصور والبعد عن التكلف والتعقيد والغموض. رابعا) شعر وجداني: الشعر هـنا نابع مـن الشعور الحق، لم يكتبه صاحبه للتكسب لم يكن شعر مجاملات ونفاق
في الحقبة المعاصرة خلال نصف قرن مضى ظهرت كتابات ينتمي أصحابها إلى المدرسة الكلاسيكية تعالج تاريخ بعض البلدان العمانية، ونمثل لها ببعض ما نشر حتى الآن، نحو الرسالة التي كتبها العلامة محمد بن شامس البطاشي (ت:١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م) عن مدينة (قريات)، و(القصيدة التاريخية السناوية وشرحها) للقاضي حمود بن عبدالله بن حامد الراشدي، و (ولاية الحمراء بلدان وقبائل) للشيخ محسن بن زهران بن محمد العبري (ت:١٤٣٣هـ/٢٠١٢م). وبالمثل هذه الرسالة المسماة (نشر الورى في خبر إبرا) في تاريخ مدينة إبرا الحاضرة العريقة بشرقية عمان، للشيخ علي بن سالم بن سلطان المسكري (ت:1403هـ/ ١٩٨۳م)، وقد فرغ من تحريرها في شهر شعبان سنة ١٤٠٢هـ/ يونيو ١٩٨٢م، ثم اعتمد عليها جملة ممن كتبوا عن إبرا وأعلامها وجغرافيتها وتأريخها العام، سواء أولئك الذين حرروا مقالات نشرت في بعض الصحف والمجلات، أو بعض من حرروا أوراقا علمية أو أنجزوا دراسات تاريخية حديثة. وللرسالة قيمة تاريخية متمثلة في تفردها ببعض التواريخ وذكر بعض الأعلام، وفي اعتماد المؤلف في شق من مصادره على مرويات معاصريه، وعلى مصادر مكتوبة أشار إليها في مواضع من رسالته لكنها بقيت طي الغياب حتى يوم الناس هذا. وفي خزانة المؤلف جملة من المخطوطات والوثائق، وعلى أحدها تقييدات تاريخية بخطه، وهي من الأهمية والاتساق مع موضوع الرسالة بمكان، لذا جاء نشرها ملحقة بالرسالة إتماما للفائدة وتحقيقا لرغبة المؤلف حين ذيل أحد تقييداته بقوله: «هذا ذكرلمن بعدي».
تبرّعي بخصلات شعرك الطويل.. لأطفال السرطان.. بتأوهاتك للخيول والبراري.. بدموعك لأنهار العالم الميتة.. بصلواتك الكثيرة لأرباب المكفور بهم.. بصمتك للصحاري المغزوّة بالإسمنت.. بعباءاتك لليل المغتصب بالأضواء.. بظلالك للأشجار المقطوعة.. بيديك لكل الشحاذين في بلدنا.. تعري من كل ما هو لك.. واجلسي قربي قليلا.. لا ييأس الوقت منك ولا الزمن.. فأنت، إذ تتناوشنا الأيدي نحو مثوانا الأخير، موئل قلوبنا ومثاب قصائرنا ومنتهی مقاصدنا في مرورنا النيزكي السريع كشعراء منكودین
"كيف تتعاملين معه ؟!". تصيخ الكاتبة سعاد الصوافية السمع للسؤال المحشو بعلامة استفهام واسع حد التعجب.. المرأة الكفيفة كيف تتعامل مع طفلها، وكيف تستجيب لمفردات حياته الطفولية؟.. هي الحكاية الواقعية يرويها "ملهم" في علاقته مع أمه التي لا تبصرها بعينيها، لكنها بعيون قلبها ترعاه. كتاب ملهم.. وحكاية من دفاتر حياتنا التي لا ننتبه لها.
نصوص تهيمن عليها القلوب، ويحلق بها الكتاب، تدغدغ المشاعر رغم الخيبات غير أنها ترسم جمالية الصورة لغد مشرق؛ لنوقن أن عالمنا يخوض بكثير من المتغيرات وبشتى الأحداث، فمنها المؤلم والموجع، ومنها المضحك والمفرح. فما نراه نحن على صواب يراه الغير عكس ذلك، وهذا ما يحتويه كتابي من نصوص، وما تحركه الأفلاك من استلهام بالفكر وتدور به دوائر الفلك على مد البصر والبصيرة من أجل التغيير، والتعامل بالأسلوب الراقي، نسطر فيه أخلاقنا ليصبح الإنسان بإنسانيته، لا بقوته واستعراض عضلاته.
حتى الحادي عشر من يناير عام 2021، كان نظام الحكم في عُمان هو نظام الحكم الوراثي الوحيد في العالم الذي لم يكن يعترف بالتوريث على مستوى التشريع، ولم يكن هنالك ولاية للعهد مُعترف بها على مستويي التسمية والمأسسة، رغم أن الحكم السلالي الوراثي في عُمان مستمر منذ عام 1624م. هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها التي تتصدى لمناقشة علمية تاريخية معمقة لنظام الحكم في عُمان، حاولت تقديم إجابات عن كثير من الأسئلة التي شغلت الباحثين والدارسين من قبيل، سؤال التوريث وجذور الغموض الذي أحاط بتاريخ نظام الحكم، وبالتاريخ السياسي لعُمان عموماً. وفي الوقت ذاته، أثارتْ وبحثت في أسئلة أخرى، على قدر كبير من الأهمية، من قبيل: كيف انتقل نظام الحكم في هذا البلد مما وصفته الدراسة بطور "إمامة الانتخاب" إلى طور "إمامة التوريث"، ثم إلى طور "السلطنة الوراثية"، أو من نظام حكم قام على "الاختيار المفتوح" إلى نظام حكم يقوم على "الاختيار المُغلق"؟ وما الظروف والعوامل التي أسهمتْ في هذا الانتقال؟ ولماذا يجمع هذا النظام بين ما بدا وكأنه صورة من صور التناقض في بنية الحكم، وهي: عدم جواز ولاية العهد من جهة، والقبول وممارسة التوريث من جهة ثانية؟ وهل للحركة الإباضية، التي تُوصف بأول حزب سياسي في الإسلام، دور في ذلك؟
مثّلت الأحداث السياسية التي شهدتها الدولة الإسلامية في القرن الأول للهجرة، نقطة تحوّل لظهور قوى معارضة للسلطة الحاكمة، إذ تحوّلت بمواقفها ومنطلقاتها السياسية إلى تيارات سياسية وعقائدية، تشكّلت وتبلورت من خلال الممارسات السياسية التي اتبعتها الدولة الأموية ضدها، ووفق تفاعلها مع الواقع السياسي المحيط بها. الإباضية هي إحدى الفرق التي انبثقت من الخوارج المُحكِّمة وانتهجت نهجاً اختلفت فيه عن الفرق الأخرى المعارضة للسلطة، وتقاطعت معها في جوانب أخرى؛ إذ تشكّلت خلال المرحلة التأسيسية ملامح مبادئها وشعاراتها السياسية، ثم تبلورت من خلال الممارسة السياسية الأطر الدينية والسياسية لفكرها، وفق المحيط الجغرافي والظروف التي خرجت منها، من البصرة إلى اليمن وعُمان وشمال أفريقيا. وقد مثّل الفكر الإباضي منعطفاً للتجربة السياسية التي خاضها العُمانيون، ولا سيّما بعد أن اتّضحت ملامحه، وطُبقت أفكاره عملياً في نهاية النصف الأول من القرن الثاني للهجرة بإعلان ولادة الإمامة الأولى في عُمان. يسعى هذا الكتاب للكشف عن الظروف والأوضاع التي ساهمت في تحوّل الإباضية من مجرد موقف سياسي تجاه الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية في القرن الأول للهجرة إلى تيار سياسي له نظريته السياسية في الحكم، وهو نجح في تطبيقها في بقاع مُختلفة من العالم الإسلامي؛ وهي نظرية نشأت من منطلقات سياسية معارضة لممارسات الدولة الأموية، ثم تكوّنت وتبلورت نتيجة علاقات وظروف معقدة في محيطها الجغرافي والاجتماعي والسياسي الذي تفاعل مع ثوابتها، وأثّر في ممارستها واتجاهاتها ومتغيرات قواها.
كنتُ في أيام خلت واقعة في المدة من سنة ٢٠٠٠م إلى سنة ٢٠٠٣م أعمد إلى تسطير عمود أسبوعي في صحيفة «الوطن» العمانية، عنوانه «نفثات». وكنت أحرص أن أجعل هذا العمود يتناول موضوعات قصيرة منوعة، فمنها ما يرتبط بالنقد الأدبي، ومنها ما يتعلق بالأدب العربي قديمه وحديثه، ومنها ما له صلة بالقضايا اللغوية العامة، كما أنّ منها ما يتصل بالشأن الثقافي بنحو إجمالي. وكل هذه الموضوعات كان يعرض بنحو وجيز ميسر، يخاطب به قراء الصحيفة عامة، دونما نظرة خاصة إلى القارئ المتخصص في الأدب والنقد.
تقع مكتبتي في غرفة نومي. وهي عبارة عن عدد من الأرفف الطويلة العريضة التي تشغل الجانب الأيسر من الغرفة. مع مرور الأيام امتلأت الأرفف فزحفت الكتب إلى الأرضية المجاورة لها، ثم أخذت تحبو كالجعلان إلى أن تسلقت السّرير. ولا أرى هذا بالأمر السيئ إذا ما استذكرنا تشبيه احلام مستغانمي للكتب الجيدة بالنساء الجميلات. هذه نقطة. والنقطة الأخرى أن العشرات يقتحمون مكتبات أصدقائهم ويستعيرون —وأحيانا كثيرة يسرقون— ما تطاله أيديهم، لكن؛ مـن ذا الذي يجرؤ على اقتحام غرفة نوم المرء إلا خاصة الخاصة!
مجموع شعري، يجلي جانبا مهما مغمورا من تراث أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي (ت:1237هـ)، خاصة في السلوكيات والتصوف. ينشر لأول مرة مشروح الكلمات والمفردات، مصدرا بقراءة أدبية وافية، محققا من أصول خطية متعددة، أهمها مخطوطات ابنه خميس؛ الذي جمع شعر والده مرتين: الأولى سنة 1242هـ، والثانية سنة 1257هـ.
يتناول هذا الكتاب موظوعات شتى، تنتظم في حقول علمية ثلاثة هي: اللغة العربية، والأدب العربي، والنقد الأدبي. وهي تتوزع على هذه الحقول توزعاً مجملاً لا يسعى إلى أية درجة من درجات الإحاطة والشمول، كما لا يرمي إلى تحقيق الدقة والتساوي في عدد المقالات التي يختص بها كل حقل.
ففي حين نبقى نحن من الساعة الرابعة وحتى نهاية النهار نبيع في محصولنا البسيط، يختفي هو بين اللحظة والأخرى تاركا محصوله أمانة عندنا ومحذرا إيانا من مغبة التفكير في أخذ ولو عود صغير منه، بينما يملأ لأحد المشترين كيسا ويرافقه إلى مدخل خلفي لبناية البنك التي تقف خلفنا، يغيب هناك لدقائق ثم يعود لوحده ليكمل البيع. كان يرافق الكثيرون منهم إلى مدخل البناية تلك وفي معظم الأحيان يقفل عائدا لوحده من دون رفيق. وكان العالم الذي يأتي من كل حدب وصوب من مطرح يسكن في تلك البناية. وحين نسأله إلى أين يذهب مع المشترين يصرخ فينا مهددا بمنعنا من البيع مجددا غدا إذا عاودنا السؤال، فلا نملك إلا أن نصمت.