مجموع شعري، يجلي جانبا مهما مغمورا من تراث أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي (ت:1237هـ)، خاصة في السلوكيات والتصوف. ينشر لأول مرة مشروح الكلمات والمفردات، مصدرا بقراءة أدبية وافية، محققا من أصول خطية متعددة، أهمها مخطوطات ابنه خميس؛ الذي جمع شعر والده مرتين: الأولى سنة 1242هـ، والثانية سنة 1257هـ.
يتناول هذا الكتاب موظوعات شتى، تنتظم في حقول علمية ثلاثة هي: اللغة العربية، والأدب العربي، والنقد الأدبي. وهي تتوزع على هذه الحقول توزعاً مجملاً لا يسعى إلى أية درجة من درجات الإحاطة والشمول، كما لا يرمي إلى تحقيق الدقة والتساوي في عدد المقالات التي يختص بها كل حقل.
ففي حين نبقى نحن من الساعة الرابعة وحتى نهاية النهار نبيع في محصولنا البسيط، يختفي هو بين اللحظة والأخرى تاركا محصوله أمانة عندنا ومحذرا إيانا من مغبة التفكير في أخذ ولو عود صغير منه، بينما يملأ لأحد المشترين كيسا ويرافقه إلى مدخل خلفي لبناية البنك التي تقف خلفنا، يغيب هناك لدقائق ثم يعود لوحده ليكمل البيع. كان يرافق الكثيرون منهم إلى مدخل البناية تلك وفي معظم الأحيان يقفل عائدا لوحده من دون رفيق. وكان العالم الذي يأتي من كل حدب وصوب من مطرح يسكن في تلك البناية. وحين نسأله إلى أين يذهب مع المشترين يصرخ فينا مهددا بمنعنا من البيع مجددا غدا إذا عاودنا السؤال، فلا نملك إلا أن نصمت.
يفصح عبدالرزاق الربيعي عن عدد كبير من المشاعر التي تتمحور حول الشوق، والشعور بالعزلة التي فرضتها معطيات الزمان والمكان. وجاءت المجموعة في مئة وثلاث وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وضمت ثلاثا وخمسين قطعة تراوحت بين قصيدة ومقطوعة وشذرة، وغلب عليها شعر التفعيلة، في لغة تجسدت فيها وجدانيات غطت مساحة كبيرة من عمر وتجربة الشاعر.
وحين كنا صغارا كان يجمعنا سحر الطفولة،، بين الحب واللعب ...! ومر عنا كأنًا لم نكن مطرًا فيه النقاوة تغري مهجة التعب ... تسلل الوقت في أحلامنا تعباً عذب الملامح، للأيام.. للنصب. . فكان عمرین مرّ النهر عبرهما فعاد طفلا.. بلا حلوى ولا لعب
بين جنبات الكتاب: قرآني.. مازلت أسال نفسي.. رغم ما بلغت من العمر .. أني كنت عنك أيًا حبيبي.. أيًا مهجتي ومقلتي.. جهلت طريق سعادتي.. بحثت عنها طويلا.. طال بحثي ولم أجدها إلا بقربك.. فيا عجبي ويا حسرتي على سنيني التي أضعتها في البحث وأنت بين يدي. فتاة الفردوس
أغريت ساحرة الجبال بصوتك الليلي، هذا الذئب أعرفه، حكى عني حكاية طفلة نامت بحضن الزهر، تحلم بالفراشة.. بالهدية.. بالسحابة.. باخضرار الكون و لم تكن المسافة بيننا غير ارتحال الحلم، ذئب يتبع الخطوات نحو مدينة فضلى..
قلت لهم بأن الغد كذبة كبرى ولم يصدقوني ، ظلوا يحلمون به، ولم يأت ظلوا تدغدغهم الأماني والأحلام ولكن لا شيء يتحقق سوى الخراب، خراب الروح قبل خراب المكان والزمان. قلت لهم الغد خديعة فلاترکنوا لهاء الغد كذبة الحالمين على أنفسهم، لا تصدقوها، اسكبوا الماء على وجوهكم، وانتبهوا، انتبهوا ليومكم قبل أن يضيع منكم.
هكذا نتطور (فلسفة التطور في عالم الإنسان والأفكار والأشياء) الفكرة هي مزيج من المشاعر التي تجيش بها الغريزة البيولوجية (الفطرية) الداعية إلى الحياة والبقاء فتنطلق عبر نظام التفكير العقلي( للكائن العاقل أو وفقا لمستوى الوعي) في دوامة من التأسيس الفكري العميق الممزوج بين الرغبات والصراعات التي تصب في مصلحة البقاء والنمو والتطور، إلا أن هذا التطور قد يكون محكوما بالمعايير الأخلاقية عند (الإنسان)، وبالتالي تتشكل آلية من النظام والحكمة والحب، وهذا ما قاده إلى تأسيس فكرة الفلسفة، ورغبة من هذا العاقل الحكيم الأخلاقي لأجل بناء مجتمع فاضل يوازن بين رغبات فكرة البقاء والحياة، وبين العمق الأخلاقي الضابط، نشأت فكرة العلم بجميع ما عرفناه وما نعرفه وما نستطيع أن نتوقعه في قادم المستقبل. إنها الفكرة التي لا يمكن أن تعد وليدة الفطرة وحدها، بل هي وليدة الفطرة ورغبة البقاء مع الأخلاق وهذان العاملان هما من سمحا للإنسان العاقل أن يجعل من الفكرة تسلسلا مستمرا لا منقطعا، يضمن فيه عنصر التطور والنمو، مما جعل منه كائنا مفكرا متحضرا، والأهم إنسانا أخلاقيا. من هنا نحن هكذا نتطور
ها أنا أقف على عتبة لحظة فارقة في رحلتي بتجربة حوارية استثنائية، تحمل في طياتها فرادة نادرة، رغم الظلال الثقيلة التي رمتها المحاولات السابقة، فإن هذه المحاولة كانت مختلفة لأن أسئلتي التي طالما كممتها في أعماقي، وجدت الروائية المتميزة صاحبة السمو السيدة غالية آل سعيد تستقبلها بحرارة وعمق إن التحدث عن تجربة تمثل اليوم بلا شك أحد أبرز فصول السرد العماني المعاصر يحمل في طياته جمالية خاصة. هذه التجربة، مع كل تفرداتها وتعقيداتها، تتعانق مع التحولات الراهنة التي تمر بها المنطقة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. ليس هذا فحسب، بل تجسد هذه التجربة أيضًا حياة الكاتبة نفسها وأبطال رواياتها. ورغم ظروف الحياة الصعبة والتحديات المستمرة، فإن شخصيات رواياتها تتميز بالثبات والاستقرار، مستندة إلى جذورها العميقة. في هذه التجربة المتميزة، تبرز الكاتبة كمرآة تعكس واقعنا، متأملة في التغيرات المستمرة، وتفهم تماما الأوجاع والآمال المرتبطة بكل حالة انفصال وغربة. كما أنها تسلّط الضوء بحنكة على قضايا المهمشين واختلالات مجتمعاتهم، وكيفية تعاطي المجتمع معهم بعمق وحساسية. فمن يعش في الأقاصي، يتجذر بعمق في ذاكرته وتراثه، معترفا أن الحياة مليئة بالتحديات والتحولات المستمرة.