قلب أيل للخضرة
وَتَعْصرُ وَجْهَهُ المُبْتلَّ بالذِّكْرَى طُقوسُ الغُرْبَةِ الحُبْلى وَتُلْبِسُهُ سِنينُ العُمْرِ بُرْدَتَها عَلَى قَلَقٍ تَدلَّى مِنْ غُبارِ الوَقْتِ مَصْلوبًا بِرَجْفَتِهِ تَكَدَّسَ في ضَميرِ الغَيْبِ ذاكِرَةً كَوَجْهِ الفَقْرِ أَوْ أكْثَرْ! ولَمْ يَبْرَحْ مَواجِعَهُ بَعيدًا حَيْثُ لا مَرْجوَّ غَيْرُ الدَّمْعِ أنْجَبَ قَلْبُهُ لُغَةً أُذيبَ الجُرْحُ في فَمِها تَفرُّ رَوائِحُ الأحْلامِ مِنْ دَمِهِ فُقاعاتٍ، فُقاعاتٍ يُفَجِّرُها عُواءُ النَّأيِ إذْ يَنْسَلُّ للْجَهَةِ الَّتي انْدَرَسَتْ هُنالِكَ في بِلادِ الرِّيحِ نامَ الحُبُّ مُنْطفِئًا وكانَ كَلذَّةِ السُّكَّرْ! كَزئْبقةٍ يَفرُّ الصُّبْحُ مِنْ عيْنيهِ طِفْلاً مُتْخَمًا بِالخوْفِ مُمْتَطِيًّا سَماءَ الجَنَّةِ العُليا التي طُعِنَتْ وَجُزَّ الغَيْمُ مِنْ يَدِها! وَحيدًا أنْتَ تَعْبُرُ مُبْتغاكَ الآنَ يا جَدِّي وَتْعْبرُني! تبوِّئني سَحابَكَ حينَ تُرْسِلُهُ لِيْعَصِمَني وَينْفض عَنْ قُلوبِ النّاسِ حَشْرَجةً لِماذا في بَلاطِ سِيادَةِ الدُّولارِ يَنْمو الظِلُّ مُقْتَسِمًا مَرايا الشَّمْسِ مُلْتَهِمًا قيامَتَكَ الَّتي بَعَثَتْكَ يُنْبوعَيْنِ/أُغْنيَتَيْنِ؟! لِماذا تُوجَزُ الأنْفاسُ مُنْذُ صَرَخْتَ وَقْتَ الفَجْرِ في قِنينةِ المَنْفى وَتُخْتَصَرُ الحِكاياتُ التي نَقَرَتْ فُؤادَ الصُّبْحِ كالعُصْفورِ عارِيَةً مِنَ الأنهارْ؟! يُقَلِّمُكَ الدُّجى المأْفونُ حُلمًا راعِفًا بالحُزْنِ وأنْتَ تَشدُّ مِئْزَرَهُ لعلَّ هُناكَ ضَوْءًا عالِقًا أخْضَرْ! هُنالِكَ يَصْطَفيكَ الجُرْحُ يَتُلُّكُ عِشْقُكَ الأزَليُّ فَوْقَ الحُلمِ إذْ ينْداحُ مُرْتَبِكًا! وَطِفْلَتُكَ الَّتي انْبَثَقَتْ كَصَوْتِ الماءِ تَمْسَحُ وَحْدَها ألَمَكْ تُرَّتِّبُ قَبْلَ أنْ تَلْقاكَ مُنْطَفِئًا أغانيها: (هُنالكَ كُنْتَ مُنْفَردًا وغنَّى الحُلمُ رغم تَكاثُرِ الدَّهْشاتِ في المَنْفى وأنْتَ الحُبُّ يَوْمَ تُجَفِّفُ الأتْعابَ منْ دَمنا وَيَوْمَ تَموتُ مُبْتَسِما وأنْتَ الحُبُّ يوْمَ تُصيِّرُ الأضْلاعَ بَعْدَ المَوْتِ فِرْدَوْسًا لكَيْ يغفو بِهِ وَطَنُك!).