قوانين الفقد
قصص "قوانين الفقد" هندسة عربية مختلفة في بناء القصة. خطوط سردية تتوازى في المسير، ومع ذلك تتقاطع مع خطين آخرين ندركهما، ألا وهما خطي الحياة والموت، وما يمضي بينهما من ميلاد وفقد. ثمة قوانين ونقاط تقاطع ومثلثات متشابهة وغيرها من الإحالات والمفارقات. استطاع مازن حبيب حشد عوالم غائرة بتفاصيل حيَّة تبدو حيَّة تبدو إلى الوهلة الأولى هامشية، إلا أنها مع توالد المشاهد الدرامية الصادمة تصبح عميقة وذات مغزى، لتثير كل قصة على حدة من القصص الخمس أسئلتها الخاصة. تشد هذه التفاصيل الدقيقة حزام ذاكرة القارئ، وتحيله إلى ما قد خبره واستقر في وجدانه، بعد أن طواه النسيان باستحضار عوالم الزمان والمكان والشخوص. في القصص مفارقات مدهشة تفتن القارئ بما فيها من علاقات توازن بين ألم الفقد وسخرية الحياة وطرفتها أحيانًا. نظَّمت قدرة الكاتب على السرد المُسترسل والافتتان بالتخييل المتحرِّك عوالم هذه المجموعة القصصية، وليس أمام القارئ إلا الإمساك بجمر التفاصيل التي تمثلت فيها لمعرفة قوانين هندسة الفقد.