وتناول المؤلف الرسائل الخطية باعتبارها أداة أساسية للتواصل، إذ تمثل وسيلة تواصل بين الأسر والقبائل والأحبة والأصدقاء، وأبرز أهميتها وما تعكسه من قراءة لنمط الحياة والثقافة السائدة آنذاك، والعلاقة الحميمة بين شطري الدولة العمانية، وتقديمها للنهضة العلمية والتجارية، والازدهار الذي عاشه العمانيون في زنجبار في تلك الفترة، من بينها ظهور شبكات الكهرباء والماء المتطورة، والمطابع التي خرجت مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلفات، وكذلك ازدهار النهضة الإعلامية، وبرزت في صدور مجموعة من الصحف، إلى جانب ذلك عاش العمانيون في ثراء مادي كبير. وفيما يشبه أدب الرحلات يخصص سعود الحارثي في كتابه فصلا سرديا لوصف هذه الرحلة، أورد فيه مشاهدات عنها، ودعا المؤلف في الملاحظات التي خلص فيها إلى ضرورة إعداد موسوعة شاملة ومتكاملة عن التأثير والعلاقات والوجود العماني في شرق افريقيا.
كما أكد على وجود آثار ومعالم ومخطوطات وأبنية وحارات قديمة بناها العمانيون في مدن الساحل الافريقي، منها ما هو معروف ومنها ما هو مغيَّب، وجمع هذه الآثار والمعالم والمحفوظات، وتسجيلها أو تصويرها وحفظها، باعتبارها جزءا مهمّا من الذاكرة والثقافة والتاريخ العماني. كما دعا إلى حفظ التاريخ العماني في هذه المدن، والتعريف بتاريخ العمانيين وأمجادهم الحضارية وسجلهم الحافل بالإنجازات وهي أمانة كبيرة ومسؤولية جسيمة تتطلب من الجهات المختصة حفظ وكتابة التاريخ ورعايته. وفي نهاية الكتاب ألحق المؤلف 34 وثيقة خطية، تمثل نماذج للمراسلات الرسمية والعامة، وتكشف جانبا من حياة وأدب وثقافة العمانيين، كما نشر صورا ضوئية لشخصيات رسمية وعلمية عاشت في زنجبار، وحفل الكتاب أيضا بمشاهد ضوئية من زنجبار الحديثة.