يسرد الكاتب في 110 صفحات من خلال 18 موضوعاً رحلته إلى اليونان مع أحد أصدقائه لحضور حفل زفاف صديقة له كان قد درسا معا في ذات الجامعة في ألمانيا
ويشير إلى تعدد الأسباب التي قد تدفع الفرد إلى السفر فإن كان السبب العام ظاهرا جليا تبقى هناك أساب أخرى دافعة للغربة والسفر يعزوها الكاتب في إصداره وفي حديثه عن أسباب قدومه إلى اليونان عندما سأله أحدهم إلى الرغبة في البحث عن الذات والوجود ذاكراً مواقف مر بها وأثرت عليه مثل إغلاق صحيفة الزمن التي كانت لها من المكانة في قلب وحياة الكاتب وقال في كتابه فيما يتعلق عن سبب رحلته:« لا أستطيع أن أعين بالتحديد سبب قدومي إلى هنا، لربما نعم فما زلت حتى الآن لا أدري، لربما أتيت إلى اليونان لأنني سئمت الوحدة وقلق البحث عن الذات والوجود بعد إغلاق صحيفة الزمن التي أحببتها وعملت بها زمنا فأردت أن أفرج عن نفسي بالسفر».
ولا يجد الكاتب في كتابه أنه يبالغ إذ وجد ثمت شبه كبير يجمع أراضي اليونان بالسواحل العمانية فيقول:« سلسلة من الجبال تحيط بها البحار والخلجان، ولكنها كانت أكثر اخضرارا وأقل حدة، أي أن جبالها ليست صخوراً حادة وجلاميد غاضبة، وإنما جبال مستوية الجوانب سهلة الأطراف منخفضة الأجنحة لأمواج البحر الهادئة وكأنها تدعوها للصعود عليها بكل لباقة ولطف..»، ويقارن في الكثير من المواضع ما يشاهده بما عايشه في بلاده
ويقول من خلال رحلته هذه :«سنختبر الغربة والبعد واختلاف الآراء وتنافس الأكفاء كما سنذوق لذة التصالح وحلو اللقاء وسنفهم معنى الخسارة وألم الاحتقار ووجع الإذلال وروعة الكرم». يؤكد أن للسفر أبعادا عميقة ودروسا عدة يتغير بفهمها المسافر بين طريقة الذهاب وطريقة العودة.
وعند سؤال جمال النوفلي عن السبب الذي قد يدفع بالقارئ إلى قراءة كتابه:« ليس على أحد أن يقرأ كتابي، لكنني نشرت هذه الرحلة في كتاب لأن هناك من يحب أن يقرأ لي ويستمتع بالأسلوب الذي أكتب به. موضوع الكتاب ربما يعتبر عنصر جذب للقارئ بالإضافة إلى العنوان، وهناك أشياء كثيرة ومواضيع عميقة وشيقة سيجد فيها القارئ الغرابة وربما تثير فيه مشاعر مختلفة ومتناقضة. ربما يغضب ربما يحزن ربما يضحك بل لا شك انه سيضحك ولا شك انه سوف يشعر بقليل من الاكتئاب، لكنني آمل أن القراء حين يقرؤون ما اكتبه أن يُحَكّموا عقولهم وعواطفهم معا حتى لا يظلمونني على بعض من التصرفات التي يسردها الكتاب».
الجدير بالذكر أن (هيا نحضر عرسا في اليونان) هو الإصدار الثاني للكاتب والذي نشر بعض حلقاته في بعض الصحف المحلية ولاقت رواجا وتفاعلا من الجمهور، الأمر الذي دفعه إلى إخراجه في صور كتاب مستقل، ويأخذ من خلاله القارئَ إلى رحلة من التأمل الوجودي والتأمل المكاني، مشيراً إلى المعارف الفلسفية والتاريخية والفنية مع ثقافة وأسلوب حياة الشعب اليوناني كاشفا في بعض جوانب الكتاب العلاقات التاريخية العمانية اليونانية وفي سرده يجمع بين الحزن الشديد وحس الفكاهة.
خولة الصالحية