بين جنبات الكتاب: قرآني.. مازلت أسال نفسي.. رغم ما بلغت من العمر .. أني كنت عنك أيًا حبيبي.. أيًا مهجتي ومقلتي.. جهلت طريق سعادتي.. بحثت عنها طويلا.. طال بحثي ولم أجدها إلا بقربك.. فيا عجبي ويا حسرتي على سنيني التي أضعتها في البحث وأنت بين يدي. فتاة الفردوس
السعادة ينشدها كل بيت، فمن كان سعيدا في بيته أصبح سعيدا مع ذاته ومجتمعه، كما تظهر السعادة في تعامله مع الآخرين، وقد يعتري الحياة الزوجية بعض الأحداث مما يجعلها رتيبة بعض الشيء، أو يصيبها شيء من الفتور، من هنا وجب التجديد في الحياة الزوجية اعترافا بنعمة الله، وتوظيفا لهذه النعمة في طاعة الله، فالذي يجدد زواجه فكأنما يجدد في عبادته وطاعته الله، والذي يجدد زواجه يزيد من سعادة نفسه في طاعة الله عز وجل، «فالحياة الزوجية هي تحد كبير، بل هي أحد أكبر مهام الحياة على الإطلاق، إذ لا شريك ينبغي أن يكون بالنسبة لك أهم من شريك حياتك»
«شرفت في الفترة من الخميس ٢٥-صفر إلى الثلاثاء 30-صفر-1433هـ بزيارة العراص الطاهرة، والبقاع المقدسة، فقد وطئت قدمي أرض مكة -زادها الله شرفا وتعظيما- ليلة الخميس الخامس والعشرين من شهر صفر الأغر؛ وذلك لأداء مناسك العمرة، وكانت في صحبتي عائلتي الصغيرة -أسأل الله أن يثبتنا على الحق إلى أن تلقاه-. هذا، وقد رأيت بأم عيني في هذه الرحلة المباركة -بإذن الله- مواقف ومشاهد تتضمن دروسا وفوائد جمة، فعزمت -بتوفيق من الله تعالى- على تقييد هذه المشاهد والمواقف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أغلب ما أسجله وأقيده في هذه اليوميات إنما هو من مشاهداتي الخاصة، وليس فيها حدثني وأخبرني إلا في القليل النادر..»
ومما دفعني إلى تلخيص هذا الكتاب بالذات هو كثرة اختلاط الأفكار المخالفة للفكر الإباضي خاصة في ظل العولمة والانفتاح العالمي وتداخل الأفكار بعضها ببعض وضربات الإعلام المأجور وخطورة ذلك على أفكار الناشئة في مجتمعنا ودرء لهذا وتحت رغبة القارئ المتعطش لمعرفة الفكر الإباضي الصحيح أضع هذا الملخص كل باحث عن الحق وكل من يريد معرفة حقيقة وصفاء هذا الفكر.
التفكر هو أن ترى الله في كل شيء. الكون قرآن صامت ومحمد رسول الله قرآن يمشي والمصحف قرآن ناطق. الفرق بين نظر المسلم ونظر المشرك، المسلم ينظر نظر تفكر وغير المسلم ينظر نظر تمتع وهو النظر المادي للأشياء وعدم ذكر الخالق فهم كالأنعام بل هم أضل. من خلال ذكر النعم (الحياة والسمع والبصر) نتوصل إلى اسم الله الملك فهو مالك لكل شيء.
كما هو القرآن الكريم ، متلون في عباراته ، متنوع في أساليب بيانه ، يأخذ بمجامع القلوب ، ويأسر العقول و الألباب .. ليقود البشر كلهم على اختلافهم إلى صراط العزيز الحميد .. فكذلك ينبغي أن تكون تفاسير هذا الكتاب المجيد ، متلونة في أساليبها ، متنوعة في أنماطها .. ومن هنا ، فقد رأيت أن أسلوب (التفسير القصصي للقرآن الكريم) قد يكون أقرب إلى أذهان أبناء هذا الجيل ، فيقرأها ويستوعب محتواها ، من غير أن يتكبد عناء الجلوس ساعات طويلة تصيبه بالملل ..
نحاول في هذا البحث أن نلمس نظرة المذهب الإباضي إلى الـقـرآن الـكـريم على مستوى التفسير والفهم، وسبيلنا الذي نسلكه في ذلك هو الاسـتـقـراء المـوضـوعي، المترادف مع التأمل والتحليل في ما وصلت إليه أيدينا من الكتب والأبحاث الـتـي صدرت عن علماء المذهب.. والله من وراء القصد وهو المستعان. أول ما يـسـتـوقـفـنـا فـي حـركـتـنـا العلمية هذه هو قلة الكتب المتداولة في التفسير لدى المذهب الإباضي، فهي لا تزيد على سبعة أو ثمانية، على أن بعضها ليس كاملا. و قد سألت الأخ الـدكـتـور بـدر بن هلال اليحمدي عن ذلك فأجابني أن السبب هو ما عرفت به الإباضية من التورع والاحتياط في دين الله خـشـيـة الـوقـوع في ما حرم الله مـن الـقـول في كتابه بغير علم. و مع ذلك فإن ما في أيدينا من التفاسير و الكتب يعيننا و إن كان لا يغنينا في التعرف على رأي علماء المذهب الإباضي حول المسائل الـقـرآنـيـة واستخلاص مباني التفسير المعتمدة لدى المذهب الإباضي.
كتاب الله المجيد يوجهنا في أربع آيات كريمة إلى التدبر فيه ، و هي فوله تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}(النساء/82)، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}(محمد/24)، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}(ص/29)، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ}(المؤمنون/68) فالقرآن الكريم جاء ليقدم للناس الهداية و يخرجهم من الظلمات إلى النور . إن التدبر يعني تلقي الرسالة الإلهية من خلال ألفاظ كتاب الله المجيد {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} . و هذا الكتاب محاولة لتأصيل منهج التدبر في كتاب الله المجيد ..
أول شئ ينبغي أن نعرفه و نحن نقرأ سورة الحج المباركة هو علاقة اسم السورة (سورة الحج) بمحتواها وموضوعها . هذا الكتاب يكشف عن علاقة وثيقة بين مضمون هذه السورة المباركة، و بين الحج وشعائره، و هي التي تبرر تسمية هذه السورة بالحج، بل هي التي تقف وراء تناول هذه السورة المباركة لموضوع الحج. و بقليل من التأمل في مناسك الحج، نجد أن فريضة الحج تمثل تذكيرا حيا بالقيامة، له من الأثير على النفس قل نظيره في غيره من العبادات. هذا الكتاب الذي هو بين يديك عزيزي القارئ محاولة لاستعراض رسالة سورة الحج بعبارات واضحة معاصرة ..