هذا الكتاب هو كالدليل الميسر جدا جدا والذي يلخص للدعاة النصائح والإرشادات، وما عليهم وقتئذ إلا البحث والتنقيب والتزود بوقود المعرفة ويمخر في محيط العلم وبحوره العميقة الشاسعة، بالذي يرغبون به وتنسجم أنفسهم معه. ولا أجد فيه صعوبة تذكر ولا يولد الحيرة في القارئ الذي خاض مجال الدعوة بل لن يكلفه لجر موسوعة معينة لكشف غموض شيء في الكتاب ولا قاموس إلا لبعض الأمور التي بينت مسبقا أن الداعاة سيحتاجون للغوص بأنفسهم في بحرها ويبحرون بقواربهم بأنفسهم ولأنفسهم. فالدعوة كما تعلمون هي للأمتين؛ أمة الدعوة ( غير المسلمين وأمة الإجابة ( للمسلمين). وهي أقسام ومشارب وميادين، وكل يبرع فيما خوله الله تبارك وتعالى فيه. نعم، الدعاة يشتركون في الميدان بحلوه ومره ويخرجون من بستان واحد. ولكن هذا البستان به أشجار وثمار متعددة وكذلك مذاقها وإن سقي بماء واحد ووضع في أرض واحدة.
ما مدى شرعية دراسة المعطيات المنهجية لأصول الفقه في ضوء المدارس اللسانية الحديثة كالسيميائيات والتداوليات والفلسفة التحليلية والظاهريات؟ هل يمكن أن نجد داخل المدارس الأصولية في تراثنا ما يفتح لنا باب البحث، وإعادة الدرس لأدلة الشريعة بمناهج حديثة تكون عُدة منهجية لاستثمار النص وإعادة فهمه واستنطاقه؟
الكتاب يشمل مجموعة بحوث ومقالات، تضم رؤية العدوي خلال عقد من الزمن، ما بين عامي 2007 و2017م، طور خلالها فهمه للعلاقة بين السياسة والدين، ويحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب رئيسة، كلها تعالج موضوع السياسة والدين والعلاقة بينهما، على مستوى بناء الحدث وتشكيل العقل وتشكله.
يستعرض المؤلّف مراحل تطوّر الغناء تاريخياً، بدءاً بالعصور القديمة ومروراً بالعصر النبوي، ووصولاً إلى العصر الحديث، وخاصة في العالم العربي، ويأخذ بالاعتبار بروز الآلات بمختلف أشكالها منذ الحضارات البابلية والآشورية، وأنواع التطريب والإنشاد قبل الدعوة الإسلامية وبعدها، مضيئاً على تعلّق أهل المدينة بالطرب ورعاية السلطة منذ العصر الأموي لصناعة الأغاني ما شكّل نهضة موسيقية.
يقدم الكتاب رؤية تكاملية، في الجانب التأملي والنظري ويشمل بحث التسامح الفقهي في السلطنة عمان، وبحث الثقافة العربية والحراك المجتمع، مع التركيز على الجوانب المشتركة، وسبل تحقيق النهضة التعايشية، وسيقدم الكتاب مذكرات لتحقيق التعايش ومعرفة الأخر، مع بعض المراجعات والتأملات.
“يمر العالم العربي خصوصًا والإسلامي عمومًا بحالة ازدواجية بين خطاب مثاليّ يسمعه، وواقع سيءٍ يعيشه، من هنا كانت العديد من الوقفات والمراجعات في داخل المنظومة الفكرية ذاتها؛ لأن إصلاح البيت من الداخل أولى من التلميع وإظهار الصورة المشرقة من الخارج، بينما الأول يعاني من علل لا بد أن نقف عندها أولًا. ومن هذه العلل علة التطرف والإرهاب التي حاول البعض جعلها لصيقة بالإسلام، بينما حاول تبرئة الأمم الأخرى منها ولو حدث عندهم أشد وأطغى مما يحدث بيننا، ومن داخل نصوصهم!! وفي القسم الأول الذي يعنى بماهية التطرف، قال: “التطرّف يعتبره العديد من الناقدين بأنه نسبي، فما تعتبره أنت تطرفًا قد يعتبره الآخرون وسطًا وحقًا مشروعًا، فيحدث التضارب في فهمه وإسقاطه.”
هذه الدراسة لم تكتف بسبر أغوار إنتاج الحقل المعرفي الإباضي بمختلف مدارسه، بل حاولت البناء والتأصيل والتقعيد على أفضل وأجود ما وجد فيها، فدورنا لا يقتصر على مجرد العرض للمادة الخام، بل حاولنا البناء والتقعيد، فمع اعتزازنا بتراثنا الفقهي لا يمنعنا ذلك من غربلته وتطويره وتجديده، فبالإمكان أحسن مما كان، والأفكار والممارسات تحتاج إلى التطوير باستمرار حتى تتمكن من أداء دورها الفعّال في حركة الحياة.
"وهذا الكتاب يشتمل على التذكير بالموت والمعاد، وسکني القبور والخروج منها ليوم النشور، جمعت فيه من آيات القرآن الكريم، والأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرويات، والآثار عن السلف الثقات، مُستخرج من كتب الأئمة، مثل: كتاب العاقبة للإمام أبي محمد عبد الحق الإشبيلي، كتاب التذكرة للإمام أبي عبدالله القرطبي ومن غيرهما أيضا، ثم زدت فيه بمواعظ حسنات، جمعت فيه من الحديث والمواعظ؛ ليكون أبلغ في تنبيه الغافل وتنشيط المتثاقل، جعله الله لوجهه خالصًا إنه جواد كريم . ."
وقفت الأمة على اختلاف في الاحتفاء بهذا الحدث، فمنهم من لم يجزه مطلقا، ومنهم من عمل فيه ممارسات وطقوسيات لا يقرها الإسلام أو لا يقر كثيرا منها، ومنهم من وقف في الوسط حيث أخذ العبرة والارتباط بذكرى هذا السيد وتذكر رسالته، وهذا الذي سار عليه الإباضية.
إننا قد دخلنا في مرحلة زمنية تحول فيها الكون المترامي الأطراف إلى قرية صغيرة، ولكن للأسف تقاربت أقطابها وتنافرت قلوب ساكنيها، ولذلك باتت البشرية في أمس الحاجة لما يخرج من ضيق الدنيا إلى سعة دنياها واخرتها ولا یکون ذلك إلا الإصلاح الإسلامي، ولا یکون هذا الإصلاح إلا بإصلاح منطق أهله الفكري والدعوي.
من المقطوع به أن المحاولات الإسرائيلية بالطعن والدس في العقائد والشرائع الإسلامية قد بدأت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك جاء القرآن الكريم بالرد عليها في كثير من المواضع، وقد استمرت هذه الحملة الشعواء بعد ذلك، فتصدى لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك التابعون بإحسان، وقد نهج هذا النهج الإباضية، فتفطنوا نتيجة منهجهم العقدي للمحاولات الإسرائيلية الخبيثة.
لقد كان لرواية «الفرقة الناجية» أثرها على الأمة، وظهر فيها العرض والداء اللذان يلخصان أزمة الأمة، ولذلك وجب على الأمة أن تدرس هذه الرواية من جميع جهاتها، وأن تخرج منها بملاحظات موضوعية تستفيد منها. يجب تجاوز التصنيف الحدي للرواية بأنها صحيحة أو موضوعة أو نحو ذلك، فهذا التصنيف الكلاسيكي هو مؤشر واحد من مؤشرات قياس الرواية؛ له وعليه، ويبقى العديد من المناهج العلمية التي يجب سلوكها في التعامل معها.