ينسجل حديثنا في هذا الكتاب على موضوع المغالطات المنطقية، ولكن من زاوية مختلفة نوعا ما عما هو مزبور في كتب المغالطات المنطقية، فهذا الكتاب يتصدى لمهمة تعميق بعض الخطوط الباهتة، وتسليط الضوء على بعض المناطق التي لم تأخذ حقها من الإضاءة، وتكثيف ما هو خفيف ورهيف هنالك.. والأفكار الرئيسة الآخذة بأضبع كتابنا تتمحور حول أمرين: الأول: الكشف عن وجوه بعض المغالطات المنطقية المغفول عنها أو المهمشة في سياق المغالطات المنطقية، وإن وردت الإشارة إلى بعضها في السياقات الأخرى، كالسياقات اللغوية أو الأصولية أو الفلسفية، لا باعتبارها تحمل اسما أو هوية تثبت انتسابها لركب المغالطات المنطقية، فهي متوخاة أو ملقاة هنالك؛ لغرض آخر، ولمناسبة مختلفة جدا. الآخر: تصعيد النظر وتقليبه في بعض المغالطات المنطقية الشائعة من حيث السياقات أو التقييدات التي تخرجها عن مسار المغالطة؛ إذ الغالب في تناول المغالطات هو محاولة ترسيم حدودها وتسوير مناطقها التابعة لها، بينما تقل حدة النظر وأجالته في الحدود والمناطق التي تفارقها حكما وإن تبعتها صورة وشكلا..
مخطوطة صوفية للشيخ بخير الغدامسي (1862-1954) م يقدمها المؤلف موسي إبراهيم في سردية تراثية أصلية استغرقت 21 عاماً من الجهد العلمي والمثابرة الأكاديمية الدقيقة. الكتاب مغامرة فكرية باهرة وتجربة إنسانية عميقة . وموقف أصيل من أوجاع الإنسان وأشواقه الكبري ، يرحل الغدامسي من زمان " زمن الغيبة " الذي يتيه فيه الإنسان بين فضاءات القلق، حتي يتجلي له "الحق" ويشير إليه بالطريق، أن يبني لنفسه وللخلق جميعاً حديقة شاملة في 24 موسماً مختلفاً، يكدحها الشيخ حتي يصل إلي زمن الخلافة الذي يستوي فيه الإنسان علي عرش العشق والعدل والمشاركة الكونية. إن دار عرب تعتبر الحديقة الغدامسية فتحاً روحياً غامراً ، وأستشراقاً فكرياً لزمن عربي جديد، وتدشيناً لخلافة الإنسان الذي أعاد أكتشاف ثم بناء علاقته مع نفسه، ومع الله، ومع الكون فنحن ندعوك، أيها القارئ، لإن تدخل إليها بمحبة صوفية، ومتعة أدبية، ومبارزة فكرية، كي تنهل من خمرها، وتقتات من كرومها ، وتسند قلبك من حصادها الحدائقي الغامرة.
يسعى هذا الكتاب إلى تقديم تصور أولي وبالخطوط العريضة عن بعض جوانب ما اصطلح عليه بــ"المشكلات العقلية الكبرى"، وهي مسائل المعرفة والنفس والألوهية (مع ما في التعبير من تسامح) والطبيعة، فيعرض للآراء التي توصلت إليها الحضارات الفلسفية البشرية في مختلف مراحلها حول كل واحدة من القضايا تلك، إبتداءً بالعهد الإغريقي الأول، ومروراً بالحضارة الإسكندرانية وآراء الفلاسفة الأوروبيين، وإنتهاءً بتحقيقات الفلاسفة المسلمين لا سيما الفيلسوف "صدر المتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي"، آخر مجدّدي الفلسفة الإسلامية والرجل الذي تدين له هذه الفلسفة بالشيء الكثير لما حقق لها من إنجازات لم يكن لأحد قدم السبق إليها. إن المؤلف بعرضه هذا للقضايا المذكورة يقدم للقارئ عرضاً متكاملاً لكيفية تناول العقل الإنساني لكل من القضايا تلك، وهو إذ يتتبع السياقات الفكرية المختلفة ويستخلص منها وجهات النظر حول قضايا مشخصة، إنما يساهم في تكوين رؤية تاريخية متكاملة للحراك الفكري عند بني البشر، وهو جهد كبير يشكر الباحث على بذله.
سيدي المبجل غاليليو.. إن صراع العلم والدين طبيعي جدا؛ ولكن السياسة والمصالح تدخل على الخط فتفسد براءة هذا الصراع. وأنا عندماواجهتُ جمعيّة الصليب الوردي؛ لم يكن ذلك إلا لأنهم ينفون هذا الصراع بطريقة فجة؛ لأمر في أنفسهم. فمؤسسهم الأقدم الذي سافر إلىبلاد العرب وتلقى تعاليم السحر والغنوص وأسرار الفيثاغوريين هناك؛ عاد بما يهدم الدين والعلم معا، وهو يحسب أنه يخدمهما. إنهم لايفارقون طريقة المشارقة القديمة في التجريب، إذ لا يفصلون بين العلم والسحر.
هذا الكتاب يناقش الاستدلال بالقرآن والسنة على الحسد والعين والسحر والجن، يتبنى الكتاب الرأي القائل بأن : - الحسـد مـشـاعر وأحاسيس تختلج في نفس الحاسـد، لا تضـر المحسـود مـا لم يحولها الحاسد إلى سلوك من قول وفعل. - العين لم يرد من الأدلة ما يمكن أن يعول عليه في إثباتها يقينا. - السحر اتهامات باطلة وجهها الكفرة إلى أنبياء الله ورسله ليصدوا الناس عن الإيمان بالله ورسـالاته. ولا يوجـد ما يدل على أن السحر طاقة خارقة يمتلكها الساحر يؤثر بها على المسحور، وانما هو وهم وتخيلات. - الجن لا علاقة لهم بالبشر سوى الوسوسة التي يوسوس بها الشيطان في صدور الناس. يناقش الكتـاب كذلك الحسد والعين والسحر والجـن ضـوء معطيات العلوم الحديثة والطب النفسي.
يستشرف هذا الكتاب قضايا السكوت عنه في الخطاب، يلملم شتات خلاصات الفكر فيه، ويروم تتبع حظّ المسكوت عنه من التدقيق والتمحيص فيما أُنجز، ويسير منزلة بعث السكوت عنه في علوم اللغة، مستعينا بمقولة معرفية شتّى كعلوم اللغة والأدب ومسالك التأويل فينظر اللغويين والفلاسفة. وليس البحث في السكوت عنه ترفا، بل يتنزل في صلب الاشتغال اللغوي، ولا سيما حين يغدو الكلام فرعا عن السكوت، والسكوت شكلا من أشكال عمل اللغة، ويتجلّى في هذه المضايق جبروت اللغة حين تقدم المعنى في فراغ من الدال ومحو للعبارة،ولعمري كيف نصيد المعني في هذه الفراغات وهي سكتات اختبأ فيها المعنى وتمنّع، أو ليس من المفارقة تجسيد ما جُعل لا ليتجسد؟! وهي مفارقة تهز كيان الفكر إن احتكم إلى فلسفة الوضع.
العنوان كما هو واضح لم يكن من السهل أن يعالج مثل هذه المواضيع في السنوات القليلة الماضية في مجتمعات الخليج العربي؛ لاعتبارات منها ما هو سياسي، ومنها ما هو فني، ومنها ما هو إجتماعي، لأن النماذج المسرحية والفئات الإجتماعية المشاركة في المسرح كانت قليلة، وربما كانت تمارس عليها الرقابات والضوابط. والباحثة، في هذا الكتاب، طلعت علينا بهذا الموضوع وهي تحاول أن تكسر الجدار الذي ظل قائماً وجاثماً على حدود مجتمعات لها بنيتها ووظيفتها كما ولها طريقها نحو الحداثة، في طريق ربما قد تمتاز بها أو قد تخفق. إذن الكتابة في هذا الموضوع هي كتابة صعبة وكتابة مراهنة على افتراضات معرفية وعلى تحولات مجتمعية وآفاق سياسية مأمولة.
انتهت كافة سرديات الخوف القديمة، وأصبح الإنسان نداً للقيود الاجتماعية والدينية، وأمسى النور شعلة أمام الظلام الدامس الذي خرجعلى مضض عبر ثقوب التاريخ، ليخلق بروميثيوس في قلب كل حر متعطش للحياة، واقفا ومعتداً بعقله في مواجة زيوس، الإله، الذي أبى أنيحمل بروميثيوس شعلة النور للإنسان، ليبصر وتنقشع سحابة الظلام، فتجرأ الإنسان وأعلن موت الإله وولادة إنسان حر . وأمسى سيزيفالآخر حراً، بلا صخرة عصية على الإنحدار والفتك به، حراً يلقن زيوس درساً في الاستمتاع بعقاب نضالي وصراع وكفاح يكمن في القمةوالمرتفعات تمكن سيزيف وبروميثيوس من التغلب على الإله زيوس، الأول بشجاعته، والآخر بمكره ودهائه.
يحاول المؤلف في هذه الدراسة أن يحفر بحثا عن آثار وبقايا كتاب «حانوت عطار، لابن شهيد أبي عامر أحمد بن عبدالملك بن أحمدالأشجعي الأندلسي، وهو كتاب ذو قيمة علمية عالية على ما يبدو، فما روي ونقل عنه من شموله على ذكر للأدباء وأشعارهم، ومناقشاته الأدبية، يجعلنا ندرجـه ضـمـن الموسوعات الأدبية النقدية. ولما كان من المتعذر الوصول إلى النص الكامل لـ «حانوت عطار» وبسبب ندرةالمادة العلمية عنه، رأى المؤلف أن يسمي دراسته «بخـور مـن حانوت عطار»، عله يضع لبنة في المكتبة الأدبية والنقدية مفتاحا لهذا الأثر، وأملا في أن يتناول الباحثون ما اهتدوا إليه منه بدراسات أعمق.