جاء هذا الكتاب مرتكزا في أساسه على مذكرات إسماعيل بن خليل الرصاصي التي صدر عنها الكتاب الإلكتروني «الوالي إسماعيل - في خدمة أصحاب الجلالة السلاطين عام 2020م وبني عليها بحثا تاريخياً متكاملة عن سيرته موثقا بأكثر من 530 وثيقة، وملقيا الضوء على العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي حدثت وخاصة في تاريخ عمان خلال الفترة من 1928م وحتى عام1986م، وتصحيحا لبعض المعلومات التاريخية المرتبطة بتلك الفترة كما كشف النقاب عن بعض الأحداث التي يتم الإشارة إليها من قبل، وسلط الضوء كذلك على بعض المواقع الشخصية والإنسانية لصاحب المذكرات، أو لعدد من الشخصيات التي ورد ذكرها في المذكرات.
في هذا الكتاب يجمع المؤلف شتات مقالات ونصوص عديدة كتبها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى سنة 2016 تضمنت شهادات في كُتّاب وأصدقاء ورموز ثقافية معاصرة وقديمة، وقراءات في كتب تراثية وحديثة، وسبْرا لعوالم الحكايات الشعبية العمانية، إضافة إلى تلك الكتابات التي توصف عادة بـ«الكتابات الموازية» التي يسجل فيها المؤلف رؤيته للمشهد الثقافي العماني بما يتضمنه من تعدد وتنوع واختلاف، وهو المشهد الذي كان المؤلف أحد أبرز المثقفين العمانيين الفاعلين فيه.
سلسلة من المواضيع العلمية المختلفة تهدف إلى نشر الثقافة العلمية بلُغة مبسَّطة ومفهومة، تُثير الخيال البشري وتجعله يُحلِّق في فضاءٍ رحْب، بعيدًا عن مشاغل الحياة اليومية وصخَبها، عبر مواضيعَ علمية شيقة، نغوص فيها معًا في أصل المادة، ثم نُحلِّق في فضاءِ هذا الكون المُمتد، وبعدها نرجع لنسبِرَ سرَّ الحياة ونشأتها؛ فما أصلها؟ وما سرها؟ وأخيرًا نتساءل: هل اكتملت لوحة العلم والمعرفة، أم مازالت تنتظر العالم الذي يكتشف لنا مكنونَاتِها، ويرسمها بريشة الفنان الذي يَستلهِم دفائنَها وأسرارَها؟!
يتغيّى هذا الكتاب فتح أفق للدراسات الثقافية في الدرس العربي، خاصة الخليجي منه، بصفتها مجاوزة للأسوار، كما يعلن العنوان، أي بماهي دراسات تتخطى القيود المنهجية التي تحد المقاربة وترتهن مادة التحليل لأدوات المنهج، ارتهانا يفقدها ممكناتها التي تقولها، وبما هي هذه الدراسات في الآن نفسـه خـروج على التسوير الأكاديمي للاختصاصات، التسوير الذي عزل بعضها عن بعض؛ فبانت ناقصة غير قادرة على تعميق البحث وتوسعة أفقه، منبتة عن كثير من الاحتياجات المجتمعية الفعلية.
يتناول الباحث موضوع النّزعة الدرامية في المعّلقات العشر، محاولاً الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما درجة حضور الدّراما في المعلّقات العشر؟ وهل اشتملت المعلّقات على كل عناصر البناء الدرامي؟ وما المصادر التي استلهم منها شعراء المعلّقات مشاهدهم الدرامية؟ وما درجة حضور تلك المشاهد في معلّقاتهم وما آليات توظيفها؟ وما القصص والصور التي شكلت الأحداث الدرامية؟ وما تقنيات توظيف عناصر البناء الدرامي في المعلّقات؟ وكيف تبدو الحبكة الدرامية فيها؟ وهل يمكن أن تشكل المعلّقة رؤية بصرية للأحداث التي يعرضها الشاعر مع توظيف فكر المتلقي وخياله؟ وكيف تأتي للشعراء الجاهليّين الوصول إلى ذلك البناء الدّرامي؟ أكان ذلك بوعي منهم أم من دون وعي؟
يقسم أصول الفقه "العلامات" من حيث درجة دلالتها، وكيفيات هذه الدلالة. لذا، كانت "الدلائل السمعية" (= الخطاب الشرعي) بكل درجاتها وتحولاتها موضوع هذا العلم وخزان علاماته؛ إذ تنظر السيمياء الأصولية في "الدليل السمعي" من حيث إنه "علامة" يستدل بها على "الحكم الشرعي" من جهة، وعلى مفهوم "الكلام النفسي" من جهة أخرى، ليشغل مفهوم "الكلام القديم" في علاقته بـ "الخطاب" مساحة محورية ومزدوجة لا يدلل على مراد المتكلم وإرادته بقدر ما يحيل على "الفعل الإنساني" الحضاري والأخلاقي؛ فالمتلقي في تفاعله مع "الواقع اللساني" المتمثل في الخطاب القرآني يشتغل اشتغالا محوريا اكتسبت به السيمياء الأصولية واقعا تجريبيا من جهة أنه أعاد إلى "الكلام النفسي" شرعيته التي استمدها من نشاط التلفظ في مقابل اللسان، وجعله مدلول الخطاب الشرعي ليمنح المضمون الفقهي القيمة الأخلاقية والقانونية (= المطلوب الخبري).
ارتبطَ الإنسان العُماني بالبحر منذ فجر التّاريخ، فانعكسَ ذلك على مظاهر حياته اليوميّة، وظهرت تجلّيات هذا الانعكاس في الحركة الأدبيّة عمومًا، وبخاصة في المدوّنة الشّعرية؛ إذ تفاعلَ الشاعر العُماني مع بيئته، وتأثّر بها سواء أكان من أبناء البيئة الساحلية أم غيرها، وتبدّى هذا في شعره واقعيًّا ورمزيًّا بما يتناسب مع عصره، ووفقًا لأفكاره وتجاربه الشخصيّة. إنّ عالم البحر بمظهره ومخبره، وبأسراره وغموضه وإيحاءاته، مكَّن الشاعر العُماني من استحضاره واستلهامه واتّخاذه رمزًا والإحالة إليه، ويبدو هذا ماثلًا في عدد كبير من القصائد التي اعتمدت على البحر محورًا أساسيًّا أو فرعيًّا. ويتناول هذا الكتاب موضوعَ البحر من خلال دراسة الدواوين التي صدرت بين عامَي 1970 و2000؛ للتعرف على كيفيّة توظيف الشّعراء العُمانيين المعاصرين للبحر، ودلالة ذلك في تجاربهم الشعريّة على اختلافها وتنوّعها.
اجتاحت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية المهولة حياتنا اليومية لتبتلع التعقيدات الجغرافية، ولتطوي طرفي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، مما أتاح الفرصة للمتلقي العادي أن يصبح مشاركا في صناعة الأخبار ونقل الأحداث الحية، فتحولت نشرات الأخبار التلفزيونية من قنوات تصب فيها مجموعة من البيانات والمعلومات حول حدث ما إلى نافذة تسمح للمشاهد أن يطل من خلالها على كل المستجدات والأحداث اليومية أولا بأول، ومن هنا تنامى الاهتمام بالدور الذي تضطلع به الأخبار التلفزيونية، و تأثير مضمونها على المتلقى، ودورها في تكوين رأيه واتجاهاته الفكرية. وفي ضوء هذه التغيرات المتلاحقة أصبحت نشرات الأخبار أكثر إقناعاً واستطاعت أن تستحوذ على عواطف الكثيرين من خلال نقل صور حية ومباشرة من بين أزقة الوقائع والأحداث، وبالتحديد في إطار أزمة ثورات الربيع العربي التي عصفت بمختلف البلدان العربية، وتركت الجرحى والقتلى على قارعة الطريق.. نقلت لنا نشرات الأخبار من عيون كاميرات الهواتف الذكية مشاهد حية لم نكن لنتخيّل وقوعها أو رؤيتها في يوم من الأيام على شاشات التلفاز الذي كان مجرد وسيلة للترفيه و التسلية والتثقيف، فأصبح اليوم سبباً لإفزاع الكثير من المشاهدين. بل اقتضى الأمر، أحياناً، أن يتم تحذير المشاهدين من بعض المشاهد الدموية والعنيفة التي تتضمنها النشرات الإخبارية. هكذا دخلت نشرات الأخبار في صراع ما بين الرغبة في نقل الحقيقة كما هي، وبين الالتزام بما تقتضيه الأخلاقيات الإعلامية والمهنية من نبذ للعنف ومراعاة لقداسة الوجود البشري الذي يتعرض كثيرا للانتهاك.
يأتي هذا الكتاب ثمرةَ الصّلة الوثيقة للمؤلّف بالشّعر العُماني، فقد قرأ للعديد من الشّعراء، وحضرَ جلسات شعريّة في ربوع السّلطنة، وشارك في عدد من النّدوات والملتقيات التي خُصّصت لدراسة الأدب العُمانيّ بعامّة. كما أعدّ دراسات في المجال نفسه، واطّلع على مجموعة من الدّراسات التي قُدِّمت عن هذا الشّعر في عصوره المختلفة. ويشتمل الكتاب على مجموعة من الدراسات والقراءات والتأملات، هي: الإيقاع في ديوان "وصايا قيد الأرض" لسعيد الصّقلاوي، والحسّ الوجداني في شعر الشّيخ سالم الحارثيّ، وخصائص شعر أحمد بن منصور البوسعيدي، والجانب الأدبيّ في منظومات سعيد الرّاشدي، وتأمّلات في ديوان "ما تبقّى من صحف الوجد" لسعيد الصقلاوي، وملاحظات حول كتاب "اللّوّاح الخروصي سالم بن غسّان.. حياته وشعره" لراشد بن حمد الحسيني، وقراءة في كتاب "أثر الفكر الإباضيّ في الشّعر العمانيّ" لمحمود بن مبارك السّليمي، وتقديم لديوان "فيض من حنايا ضميري" لهلال البريدي. ويسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى تسجيل بعض أوجُه الحضور العُمانيّ في السّاحة الشّعريّة، الذي أدّى عبر مدوّنته الغنيّة تاريخيًّا أدوارًا مهمّة رساليًّا، وتسليط المزيد من الضّوء على الشّعر العُمانيّ الأصيل المتميّز في السّاحة الأدبيّة، والكشف عن المخفيّ من الأدب العُماني الذي يكاد يُطمَس بفعل التّطوّر والحداثة.
تبحث هذه الدراسة في سيمياء المكان وشعريتة الأدبية، بصرف النظر عن الشكل الشعري، رغم أنه من غير الممكن الانفكاك والانسلاخ تماما من تجليات الشكل ودلالاته، وأثره على المتلقي في المقاربة ما بين النصين الشعريين العمودي والنثري. واختار الباحث تطبيقا لدراسته تجربتي الشاعرين العمانيين عبدالله بن علي الخليلي وسماء عيسى، وجاء هذا الاختيار لأسباب من أبرزها شهرة هذين الشاعرين في الساحة الأدبية العمانية/ العربية، وقلة الدراسات النقدية حولهما رغم عطائهما الشعري، لا سيما الدراسات المتصلة بدلالات المكان الشعري.ويسعى الباحث إلى تحقيق هدفين أساسيين من دراسته: بيان دلالات المكان وجمالياته المتعددة، والموازنة والمقاربة ما بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر في تناول المكان والفضاء السيميائي. ويحاول في سبيل ذلك الإجابة عن أسئلة على غرار: أين تتمظهر الأمكنة في النصين الشعريين العمودي والنثري؟ وما دلالات الفضاء المكاني وعمقها الرمزي والتأويلي فيهما؟ وكيف تبدو شعرية المكان في النص الشعري النثري موازنة بالنص الشعري العمودي؟ وكيف تتحرك الكلمات على الصفحة الشعرية بوصفها أمكنة طباعية وبصرية دالة في النص؟ وما أوجه التشابه والاختلاف ما بين النصين الشعريين أو ما بين الشاعرين الخليلي وسماء عيسى؟
لا ريب في أن المتتبع لمسيرة الشاعرة العمانية عائشة السيفية يظفر بكم هائل من الجماليات النصية، التي ما فتئ يحققها النظم لديها، ولئن كانت الشاعرة ترصد بداياتها الأولى، فإن دواوينها الشعرية الأخيرة أصبح لها حضور مضمخ بالجمال في الساحة الشعرية العمانية، وكذلك الساحة العربية، فقد استوت تجربتها الشعرية في العشرية الأخيرة، وهو دليل واضح على تمكنها الشعري.
يُبيّن أن هناك نزعة سياسية ترسخت تاريخيًا لدى العلماء والفقهاء في عُمان، وهي أن أمر الحكم والسلطة هو أساسًا عند العلماء، ولا يخرجعن دائرتهم، إلا إذا أعطوا مشترك أدائهم لواحد منهم، يختارونه قويًا عدلًا، حيث كانوا يقولون: صار أمر عمان في أيدي علمائها منذ قديمالزمان. ووفقًا لهذه النزعة السياسية التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ الحق السياسي، ظلوا يدافعون عن هذا الحق عبر تاريخها. يحاول الكتابفهم عوامل تلك النزعة، والأساس النظري الذي تستند إليه، وفهم مسار العلاقة السياسية بين العلماء والسلطة في التاريخ العماني منذمنتصف القرن الثامن عشر وحتى مطلع العقد الثاني من القرن العشرين.