آداب وفنون

رتب بـ
العرض في الصفحة

سفينة نوح

لا أعرف لم استحضرت تلك اللحظة سفينة نوح، السفينة التي أنقذت المؤمنين من الطوفان العظيم، المؤمنون فقط من نجو بتلك السفينة، البقية غرقوا، تلك اللحظة أحسست بالخديعة، كنت مؤمنا بالإعلام الرسمي، أحسست بأننا تركنا لنغرق ولم تكن هناك سفينة تشترط الإيمان للنجاة من الطوفان أو أن تلك السفينة غادرت ولم نشعر بها، خدعتنا وتركتنا نواجه كل هذا الشك والخوف، السفينة التي آمنا بها خذلتنا كلنا، تركتنا نغرق، ندمر، نموت، لقد مرت في ساعات ذروة الطوفان وكان قائدها يبتسم بلا اكتراث، تخيلت المشهد، إنه يقهقه ويرفع إزاره عاليا ليظهر من بين ساقيه خرطوم طويل ثم يصرخ فينا " هيا تعلقوا به .. إنه سبيل نجاتكم "، حاولنا، لقد كان ذلك الخرطوم يحتاج لمواصفات خاصة لكي يتمكن من الإمساك به، كان يحتاج للقدرة على الابتسام وعدم الاكتراث أو الإحساس بالآخرين، يحتاج للكثير من النرجسية والقدرة على التلون كحرباء في كل الأوقات والأزمان .. ولم نكن نجيد تلك الصفات، رويدا رويدا كانت تلك السفينة تختفي وتخلفني مع آخرين آمنوا بها، .. عراة ووحيدين ومرضى نصارع الخوف والموت والمصداقية المتوارية بعيدا في الأفق..
3.000 ر.ع.‏

صائد الفراشات الحزين

مع ذلك فإنَّ ما حَدَثَ البارحةَ كان أمراً صغيراً بإمتيازٍ، أمراً عَرَضِيّاً يَحْدُثُ دائماً، حتَّى إنَّهُ لا يجبُ أنْ يُحْدِثَ أيَّ تأثيرٍ، لكنَّه، وللغرابةِ وحدَها، أحْدَثَ تأثيراً، تأثيراً غريباً جدّاً، فهو لم يَكْتَفِ فقط بإستبدال الهدوء بالصَّخبِ، بل أيضاً أضفّى على الجَوِّ كثافةً ما تُشْبهُ الرُّطوبةَ في ثِقَلِها، لكنَّها ليست الرُّطوبةَ، فهي أشْبَهُ بالإمتلاء الذي تُحسُّ به في فمها عندما تبتلعُ قطع حلوى "الماشملو" الإسفنجية الكثيفة الناعمة التي تبعث فيها الإحساس بأن كل المجسات الدقيقة على لسانها وكل خلايا فمها راضيةٌ تماماً، راضيةٌ ومُمتلئة.
1.500 ر.ع.‏

أسامينا

أن تكون حاضرا هناك، في لحظة بائسة من عُمرك، لحظة تُدرك جيدا أنّها لن تمضي إلى النسيان مهما اجتهدت لتفعل. لحظة واحدة سيتكلم عنها الناس لأيام وأسابيع وسنوات، وسيضيفون إليها من أحزانهم وتصوراتهم كما يرغبون لتغدو أكثر دراماتيكية، ومن ثمّ سيمضون لحيواتهم المختلفة بعد أن يغرسوا خناجر شديدة السُمية وقاتلة في قلب الأمّ، حتى وإن لم يتكلموا بشيء جارح، ستقرأ الأمّ في أعينهم كل الكلام المُخبأ والذي لا يجرؤون على قوله.
3.100 ر.ع.‏

تفاصيل صغيرة

عاد بروحه قبل جسده إلى ذلك العالم الصغير الذي تركه منذ ست سنوات مضت،يخترق الأزقة ويطوف الشوراع، ويعود إليها يغوص في أعماقها.
1.500 ر.ع.‏

حديقة السهو

يضم هذا السفر المجموعات القصصية الست للقاص العماني محمود الرحبي. أحد أبرز رواد الفن القصصي في سلطنة عمان الزاخرة بالمواهب الإبداعية. في الجانب الفني يمتلك محمود الرحبي أسلوبا عز نظيره بين مجايليه وكذلك بين عموم القاصين العرب. إذ يجنح إلى صياغات لغوية بسيطة، لا محل فيها إلا ما ندر، للجزالة والبلاغة المعهودتين في السرد العربي الحديث. هذا الزهد التعبيري يحمله على الاكتفاء بإحاطة قارئه بوقائع قصته بأقل العبارات، وبغير تمهيد طويل، متفاديا الصياغة شبه الشعرية، أو المبالغات العاطفية. فالقصة لديه إخبار بحكاية أو توصيف لمشهد أو رسم لوحة سردية، دونما تزويق أو تلوين، وبروح تراثية في صوغ الحكايات والمُلَح.. تخاطب قارئا حاضرا ومستمعا كما يفعل الحكاء الشفوي. بل إن بعض قصصه تجاري حكايات ألف ليلة وليلة في إهاب معاصر. وأن ينأى الكاتب بعاطفته عما يسرد، وأن يتفادى غواية كتابة نص مرسل، ففي ذلك حنكة مقدرة وسط تكاثر النصوص السردية والاعتناء المفرط باللغة والمغامرات الفنية المجانية. محمود الريماوي
5.000 ر.ع.‏

دمى الصفيح

أيها الفقراء، والمحزونون، والبائسون، والمحرومون، والملتحفون عن البرد بالبرد، والجائعون، والمشردون، وساكنو مشاي المجاذيب، والضعفاء، والحالمون بالعدل والحرية، والمستضعفون، المرضى بلا أمل، والمغضوب عليهم بظلم، والضالون عن سبل الهدى، والتواقون إلى الموت وقد فقدوا أسباب الحياة، والساکنون عراء الأرصفة وفتحات التصريف، واللاجئون من عنت الساسة، والمهجرون، وأسارى الحروب، والمستعبدون، والمهملون في دور الأيتام أو ملاجئ العجزة. إن آلامكم وخزات دفعتني -كما فعلت بكثيرين غيري- إلى التفكير والكتابة عن هشاشة الحياة وزيف الأخلاق. ولكم فقط أهدي هذه المجموعة.
1.500 ر.ع.‏

سيدات القمر

حين رأَتْ مِيا عليّ بن خلف، كان قد مضى سنوات في لندن للدراسة وعاد بلا شهادة. لكنَّ رؤيتَه صَعَقَتْ مِيا في الحال. كان طويلًا لدرجة أنَّه لامسَ سَحابةً عَجْلى مرقتْ في السماء، ونحيلًا لدرجة أنَّ مِيا أرادت أن تسندَهُ من الريح التي حَمَلَت السحابة بعيدًا. كان نبيلًا. كان قدِّيسًا. لم يكن من هؤلاء البشر العاديِّين الذين يتعرَّقون وينامون ويشتمون. «أحلف لك يا ربِّي أنِّي لا أريد غيرَ رؤيته مرَّة أخرى». رواية من سلطنة عُمان تتناول تحوُّلات الماضي والحاضر، وتَجْمع، بلغةٍ رشيقةٍ، بين مآسي بشرٍ لا ينقصهم شيءٌ ومآسي آخرين ينقصُهُم كلُّ شيء. جوخة الحارثي كاتبة وأكاديميَّة من سلطنة عُمان. صدرت لها عن دار الآداب رواية «نارنجة» الفائزة بجائزة السلطان قابوس للرواية.
4.000 ر.ع.‏

شهادة وفاة كلب

جسمك متناسق. أردافك جيدة. لم تود زرع مؤخرة؟!. سوداء. مؤخرة سوداء من فضلك. هنا مربط الفرس. طيب. لم تود زرع مؤخرة سوداء ؟. لأكون إنسانا كونيا. ينظر إلي الأبيض فيرى أنني أنتمي إليه ويحملق في الأسود فيعرف أني منه وإليه. ولكنك لا هذا ولا ذاك. أنت حنطي البشرة. هذا يحقق الكونية التي أنشدها. ينظر إلى ساعته ويقول بجدية ولكن هذا سيكلفك كثيرا. عشرون ألف فرنك سويسري. أعرف. سأبيع كل ما أملك. وإذا لم يكف سأتدين من البنك. المال يجيء ويذهب، ولا يبقى للمرء في النهاية إلا مؤخرته.
4.000 ر.ع.‏

وجه رجل ميت وقصص أخرى

تدور معظم القصص في مجموعة “وجه رجل ميت” للقاص العُماني أحمد الحجري، في جو غرائبي تتكثف فيه الرؤى فيكتنفه الغموض حيناً، وسلطة الرمز حيناً آخر. وتزخر القصص التسع داخل المجموعة الصادرة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن”، بأشكال متنوعة من النهايات غير المتوقعة التي تحاول أن تولّد مزيداً من الأسئلة، وتفتح المجال أمام احتمالات كثيرة قد يؤدي إليها السرد. جاءت المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وكُتبت قصصها خلال مدى زمني متطاول يمتد بين عامي 2007 و2019. وتنوعت فيها الموضوعات، ما بين الرؤى الفلسفية، والقضايا المحلية المستمدة من طبيعة الحياة الريفية وشبه الحضرية في عُمان. وتبرز فيها الطبيعة العُمانية التي تحضر بوصفها خلفية لمعظم المشاهد والحكايات داخل المجموعة. ووظف الحجري كذلك فنوناً أخرى داخل السرد لخدمة موضوعات المجموعة، كالفن التشكيلي، والسيرة والمذكرات. وجاءت اللغة مقتصدة في تعابيرها، محايدة في أحيان كثيرة وتقف في مسافة متساوية بين القارئ والنص.
1.500 ر.ع.‏

شمس النهار من الماء

طيّرت الملك في سماوات الله الواسعة عشر سنوات، في غمضة عين استجوبني الأمن، متهما أني كنت أنوي إسقاطه من طائرته الملكية، شيع أني سأعدم، أقسم آخرون بأني في حكم المؤبد، لكن الله أبطل الإشاعة والقسم، جعلتني الحياة الحديثة في حكم الباحث عن عمل، وجدت مزرعة جدي تبحث عن عامل وطني، استزرعتها بطيخا، فآوتني حياة الأحرار الكادحين. وصلت مسجدا قريباً من سوق قديم، كانت الساعة لم تصل الرابعة مساء، تذكرت الملك عندما رأيت اسمه في حائط من رخام، يفيد حائط الذكرى أن المسجد بني على نفقته الخاصة، و افتتح ظهر يوم الجمعة تحت رعايته الكريمة، أرعبني اسمه، تذكرت سنوات السجن، قبل أن يقتله السرطان الذي تلذذ بجسمه، تم الإفراج عن المعتقلين وأحلنا نحن عسكريَّ الأرض الطيبة إلى التقاعد، بما أن راتبي غير كاف لإعاشة أولادي كان علي استزراع الأرض، وبيع البطيخ، كلما نضج واصفر لونه الخارجي. صليت، ووقفت أدعو أمام حائط الذكرى على أعوانه الباقين في أرضنا الطيبة. أوقفت سيارتي في سكة تؤدي إلى السوق، وجدت الناس متجمعين حول فواكه وخضار، ناديت رجل أسود، أخبرته أني معي بطيخا للبيع، أنزلنا البطيخ وراح يرفع صوته في الناس.
1.500 ر.ع.‏

سفر المنامات

كانت متمهلة جدا، وكأنها يد خبير يحاذر الخطأ، يبتعد عن النقص، والتشويه غير المتعمد، أخذت قطعة من الحلاوة ووضعتها على ساقها، شدت بقوة، تأوهت، عضت على الشفة السفلى، أصبحت شهية بعد أن مصت الألم المشدود إلى شفتيها.
2.000 ر.ع.‏

وطن في حقيبة

يضم كتاب "وطن في حقيبة" واحدا وعشرين مقالا تناولت ملامح متعددة من ملامح الحياة العُمانية، التي تُرجمت مع واقع الحياة خارج الوطن لتكون سيلا متدفقا من الشوق والحنين، والرغبة في معانقة وجه الوطن الذي لا يزيد البعد عنه إلا تورطا في حبه والرغبة في العودة إليه.
2.000 ر.ع.‏