اتـفـاقية الـسيـب عام 1920م نـظـمـت العـلاقـة بـيـن حكومة السلطان تـيـمـور والإمامة في الداخل، وفي هذا العام كذلك تأسس مجلس الوزراء فـي حـكـومـة السلطان تيمور ليتولى إدارة الحكم في فترة غياب السلطان …شـهـدت عـمـان فـي الفـتـرة مـن 1920م إلى 1932مأحداثا عديدة سيتناولها الكتاب؛ مـثـل حـركـات التمرد والعصيان في بعض مـنـاطـق عـمان، وزيـارة سليـمـان بـاشا الباروني إلى عمان،وتوقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط، وتزامنت هـذه الـفـترة كذلك مع الأزمة الاقتصادية العالمية. علاوة على ذلك سـيـورد الكتاب الأوضاع الاجتماعية والثقافية لعمان إبان نفس الفترة.
تكتسب هذه المـذكـرات أهمية خاصة وقيمـة نـادرة، فالمؤلفة وهي ابنة القصر السلطاني والعالمة بدخائله وخفاياه فتبسط الحديث عن نظام القصر ومراسمه وتقاليده وأسلوب العيش فيه ولا تقتصر على وصف الحياة السياسية ومظاهر الحياة الاجتماعية وتقاليدها السائدة آنذاك في زنجبار مما يعتبر ثروة قيمة لدارسي علم الاجتماع وعلم الاجناس وعلم التاريخ.
لما كان الدور العماني في القارة الأفريقية وحضارتها يحتاج إلى توضيح وإبراز؛ فإن كثيراً من الكتب والمؤلفات والتقارير التي دارت حوله لم تعطه حقه الكامل؛ هجاء كتاب جهينة الأخبار تاريخ زنجبار لمؤلفه سعيد بن علي المغيري مصباحاً يضيئ للباحثين الصفحات الخالدة التي سطرها العمانيون في القارة الإفريقية. وقد اعتمد المؤلف في كتابه جهينة الأخبار على مصادر أصلية تمثلت في مشاهداته وملاحظاته الشخصية؛ فقد كان مقرباً لدى السلطان السيد خليفة بن حارب، كما استمد معلوماته وأخباره من مسؤولي عصره، بالإضافة إلى جمعه للمؤلفات التي كتبت عن شرق القارة سواء المؤلفات الأوروبية أو المؤلفات العربية.
يأتي هذا الكتاب الذي احتوى على عدد من المقالات في مسار التاريخ بوصفه حكاية بلا حدود، حيث إن كتابة التاريخ ومنهجيته تثير تساؤلات تحتاج إلى أجوبة، ولربما طرح المزيد من التساؤلات، ويترك الأمر للقارئ للتأمل فيها، أو الإجابة عنها، أو البحث والاستقصاء لمزيد من المعرفة. تجدر الإشارة أن الأسئلة والأفكار التي يثيرها المؤلف هنا، هي نتاج اشتغاله بالتاريخ ـ باعتباره علم الماضي ـ وتشي بمدى قلقه ورغبته في الوصول إلى نتائج ذات قيمة معرفية تنويرية، تضيف للدراسات التاريخية فهما معمقا، ولقرّاء التاريخ تشويقا يساعد في الوصول إلى معلومات تلامس الواقع وتقربه من الحقيقة التي نتوخاها جميعا، لتصبح في حاضرنا منارا ولمستقبلنا مسارا يقودنا إلى محاولة تقليص التناقضات، ويقلل من الشطح في تعظيم الإنجازات التاريخية لتكون وفق المتاح من الإمكانات والقدرات للأفراد والمجتمعات.
هنالك في قرية “عفا” بولاية “قريات” بين أشجار النخيل وجريان وادي المسفاة والسدر على ضفافه، وحيث تقف شجرة السَّرحة قِبلة أهل المعروق وُلد عبدالله بن محمد، وسُمعت أول صيحاته طالبا الرحيل إلى نزوى، فلا وقت لديه لقضاء طفولته بين النخيل والزّاجرة. وقد نبغ منذ وقت مبكر، فقرّبه الإمام الخليلي وتربى وتعلم على يديه، ولما وجد فيه نضجا علميا وفكريا أوكل إليه مختلف الأعمال في الحصن، وأرسله في مهمّات تباينت في مشاقّها وخطورتها وأهميتها، ليكتسب إضافة لتبحّره في العلوم الشرعية بناءً عمليا وفكرا سياسيًّا بين يدي الإمام، فنصَّبه قاضيا على جعلان بني بو حسن ليستمر في سلك القضاء سنوات طويلة متنقلا في أكثر من اثنتي عشرة ولاية في مختلف المراحل الزمنية والسياسية في ظل تخت الأئمة وقيادة السلاطين.
أدرك أن الكتابة عن تجربة النادي الأهلي مع المسرح هي كتابة منقوصة؛ بسبب عدم وجود الوثائق مكتملة، إلا في صدور المؤسسين، الذين اكتفوا برواية تجربتهم شفاهيا كلما دعت الحاجة إليهم! وسبب ثان يجعلها منقوصة أن جل مؤلفي المسرح نفسه الطليعيين ما زالوا أحياء -أطال الله في أعمارهم وأمدهم بالصحة- ولم يقولوا حسب تقديري كل شيء. بالإضافة إلى ذلك أن عددا من الذين اشتغلوا بالأعمال المسرحية من ممثلين وممثلات وفنيين، هم أيضا شهود عصر على تجربة كانت مشرقة ومبهجة في وقتها، وما زال جميع هؤلاء يحتفظون في صدورهم بشهاداتهم، وهي شهادات من شأنها أن تضيف إلى باقي الجهود المبذولة إضافة هامة.
يبحث الكتاب الذي بين أيدينا في حقبة غامضة من تاريخ عمان بدءا من سنة 600 وانتهاء بسنة 900 هجرية، وقد احتوى على الكثير من المعلومات الجديدة المهمة من تاريخ هذا البلد، مع قراءة ما ورد من أخبار قراءة تحليلية، تنم عن بذل المؤلف جهدا كبيرا في جمع هذه المادة العلمية التاريخية من مظانها؛ من مصادر عربية وغير عربية، مطبوعة ومخطوطة، وقد جاء الكتاب في أربعة فصول: الأول: عرف فيه المؤلف بعان من الناحية السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، ثم تبعه ثلاثة فصول تسرد أهم المعلومات عن تاريخ عمان في ثلاثة قرون. والمؤلف باحث متخصص في الحقبة الغامضة من تاريخ الجزيرة العربية صدر له ثلاثة كتب في هذا الصدد هي: الإمارة الأخيضرية، ومن أخبار شرق الجزيرة العربية، ومن أخبار البادية في نجد.
هذا الكتاب دراسة أصلُها رسَالةٌ مقدَّمةٌ لاسْتِكمَالِ دَرجَةِ المَاجِستير بجَامعة (دِرَمْ) بالمملكَة المُتحدَةِ في يونيو 1992م، تحت عنوان: «الإباضية في عُمان، والمستجدات في مجال العلاقات النصرانية الإسلامية». تكْمُنُ أهميّةُ الكتابِ في أنَّه من الكُتُبِ القليلةِ جِدًّا التي كُتِبتْ بالُّلغةِ الإنجليزيّةِ في مجالِ الحوارِ الإسلامي النّصرانيِّ في عُمانَ، وعن تاريخِ التَّنصير فيها بَدْءًا من الغَزْوِ البُرتغاليِّ الغَاشِمِ حتى تأسيسِ الإِرساليّةِ التَّبشيريّةِ ومُلحقَاتِها في كُلٍّ من مسقط ومطرح إلى مطلعِ سبعينيَّاتِ القَرْنِ العِشرين الميلادي.
هذا الكتاب هو بصمة مميزة لكاتبة ذات ثقافة واضحة ممزوجة بفكر تحليلي ومنطق مقنع، وبرؤية دينية معاصرة تتسم بسعة الأفق والجرأة في رفض الموروث السلبي تجاه المرأة العربية المسلمة، بل وتطالب بتنقية هذا الإرث مما لحق به من افتراءات تضر بصورة المرأة والإسلام لدى الآخر، وهي بهذا الوضوح لم تخرج عن روح الإسلام وجوهره النقي، كما أنها ترفض العادات والقيم الاجتماعية البالية التي تقصي المرأة عن المشاركة الجادة في بناء المجتمعات بحجة العيب والحرام، إنه كتاب يستحق القراءة. د. سعيدة بنت خاطر الفارسي
يعد موضوع النقود الإسلامية المضروبة في عمان – من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي؛ إلى القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي – بأنواعها الذهبية والفضية والنحاسية من الموضوعات المهمة في علم النميات، ولم يتناول بشكل مخصوص ومفصل من قبل. وتكمن أهمية هذه الدراسة في إماطة اللثام عن الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عمان، من خلال التوصيف والتحليل والتفسير لمأثورات النقود المضروبة بعمان، التي سبق نشرها دون دراسة ما جاء عليها من كتابات أو زخارف، ودون تحليل أو تفسير، بالإضافة إلى نشر مجموعة جديدة -لم يسبق نشرها من قبل- من النقود الذهبية والفضية والنحاسية المضروبة بعمان، والموجودة في المتاحف المحلية والعربية والعالمية أو في وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان أو لدى أصحاب المجموعات الخاصة.
“هذا الكتاب ترجمة عربية للنسخة الإنجليزية الصادرة سنة 2012م، وهو في نسخته الأصلية مكتوب باللغة اليابانية بعنوان «عُمان كينبونروكو»، الذي يعني في اليابانية (سجلات عمان)، وقد نُشِرَ في طوكيو عام 2009م. وليست مادة الكتاب مجرد انطباعات عابرة للكاتب، إنما هي تقصٍّ دقيق لأي معلومة – صغيرة كانت أو كبيرة – عن التواصل بين البلدين، وفيه حقائق تاريخية تنشر لأول مرة. وتشترك في الدقة عبارةُ المترجم مع معلومة المؤلف. أما المؤلف فهو خبير بالشؤون العُمَانية، ياباني من مواليد 1933م، تقلد مناصب إدارية في عدة شركات نفطية. وعمل خبيرا بوزارة التجارة والصناعة بسلطنة عمان، ونال وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والآداب (من الدرجة الأولى). وأما المترجم فهو أستاذ الترجمة بقسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ماليزي الجنسية. حصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والماجستير في الترجمة بين العربية والإنجليزية من جامعة ليدز ببريطانيا، والدكتوراه في الترجمة بين العربية والملايوية من الجامعة الوطنية الماليزية. وله مشاركات علمية عديدة.”
هذا الكتاب واحد من بين قلائل المؤلفات التاريخية العمانية التي امتزج فيها التأريخ للمدينة والقبيلة والأعلام، مع حضور للتاريخ العماني عامة، ليشكل في مجموعه مادة ثرية رغم قصرها. وتظهر أهميته في عنايته بالبعد الاجتماعي الذي أهمله – في الغالب – المؤرخون المسلمون إلا ما ندر. ينشر لأول مرة محققا من نسختين مخطوطتين مع تصحيحات مؤلفه، ودراسة وافية، وكشافات تفصيلية.