موضاعات الكتاب : التعايش بين المسلمين وغيرهم من خلال السيرة النبوية. ملامح اقتصادية من السيرة النبوية. إيحاءات المكان في السيرة النبوية. البناء الروحي في السيرة النبوية. القائد الأعظم ﷺ تهيئة خاصة وأدوار عظيمة. قيادة محمد ﷺ خصائص ومميزات. صفات القيادة النبوية بين التطبيق والتوريث. أساليب تدريسية من حياة المعلم الأول ﷺ.
إن من هذه الأعلاق النفيسـة التي تحلى بها جيد تراثنا العربي والتراث العماني على وجه الخصـوص منظومة (مقاليد التصريف)، فهـي بحق مفخرة في بابهـا، ودرة في فنها، ولا غرو فناظمها شيخ الإسلام العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي ـ عليه من الله الرحمة والرضوان ـ الذي تسربل بعباءة العلم منذ نعومة أظفاره، وقشع بهمته الوثابة دياجير الجهل، وانهمرت يراعته بوابل العلم والحكمة، وقد علت نفسـه لـنشـر الحق، والصدع به، وتوطيد أركانه، فكان له ما أراد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لكلام العظماء وقع خاص… روح تتغلغل في الروح… ليس فقط لجمال كلامهم وعمقه… بل أيضا لهالتهم وعظمتهم وشهرتهم… فكيف إذا كان هذا العظيم نبياً مرسلاً؟ بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد؟ مارس أعظم تجربة بشرية ناجحة… رصد كل معالم الحياة البشرية ووجهها توجيها واضحا… ثم قدم إثباتًا واقعيا على صدقية توجيهاه حين أخرج جيلا نورانيا فتح القلوب والآفاق… ليثبت للدنيا في كل عصورها نجاح التجربة وعمق الأثر… وتلك خصيصة ينفرد بها دون غيره من عظماء الدنيا… ومع ذلك فلكلامه إشراقة الأديب، وعمق الفيلسوف، ودراية الحكيم… وفي هذا الكتاب نحن على موعد للسفر في مملكة بيانه.. نحلق في سماوتها.. ونرشف من رحيق حدائقها… ونتذوق بعض ثمارها.. ودليلنا في سفرنا هذا الربيع بن حبيب الفراهيدي… فأهلا وسهلا في سفر النور ومملكة الحكمة وفراديس التنمية الذاتية…
يظم الكتاب ستة مباحث رئيسة، حيث يتحدث المؤلف في المبحث الأول عن دور الرواية الشفهية في رسم ملامح التاريخ القبلي وغيره، ثم تناول في المبحث الثاني والثالث ذكر نسب وتاريخ بني تميم وعلاقة القبيلة منذ القدم بالموطن عمان، كما عرج المؤلف في المبحث الرابع ذاكرا العوائل التي تتسمى بالتميمي ومواطن سكناها، وتاريخ تلك العوائل، والعلاقة التي تربط بينهم. أما في المبحثين الآخرين من الكتاب فتناول المؤلف فيهما بعض الرموز التميمية القديمة وعلاقتها بعمان ، وبعض القبائل العمانية التي تنتسب للقبيلة حسب الاستقراء التاريخي ومن خلال ما دونته المصادر والموسوعات القديمة والحديثة.
يقسم أصول الفقه "العلامات" من حيث درجة دلالتها، وكيفيات هذه الدلالة. لذا، كانت "الدلائل السمعية" (= الخطاب الشرعي) بكل درجاتها وتحولاتها موضوع هذا العلم وخزان علاماته؛ إذ تنظر السيمياء الأصولية في "الدليل السمعي" من حيث إنه "علامة" يستدل بها على "الحكم الشرعي" من جهة، وعلى مفهوم "الكلام النفسي" من جهة أخرى، ليشغل مفهوم "الكلام القديم" في علاقته بـ "الخطاب" مساحة محورية ومزدوجة لا يدلل على مراد المتكلم وإرادته بقدر ما يحيل على "الفعل الإنساني" الحضاري والأخلاقي؛ فالمتلقي في تفاعله مع "الواقع اللساني" المتمثل في الخطاب القرآني يشتغل اشتغالا محوريا اكتسبت به السيمياء الأصولية واقعا تجريبيا من جهة أنه أعاد إلى "الكلام النفسي" شرعيته التي استمدها من نشاط التلفظ في مقابل اللسان، وجعله مدلول الخطاب الشرعي ليمنح المضمون الفقهي القيمة الأخلاقية والقانونية (= المطلوب الخبري).
رسالة مختصرة في بابها، نادرة في موضوعها بين التآليف العمانية، وهي الأثر الوحيد المعروف لمؤلفها الشيخ المعيني الصحاري، كتبها جوابا لسائل سأله عن مراتب التصوف، واعتنى بها حفيدُه وسميُّه الشيخ علي بن إبراهيم المعيني، وصدّرها بمقدمة طويلة كالتمهيد لها، ووشّاها بتعليقات مفيدة. تُطبع الرسالة لأول مرة، من نسخة مخطوطة فريدة محفوظة بوزارة التراث والثقافة في عُمان.
المخزون الفقهي يعتبر ينبوعاً مـعـرفيا متدفقا ومصدرا مهما يرفد التأريخ لعموم لمجتمعات الإسلامية، ويجد الباحث في هذا المخزون وثيقة حقيقية تمكنه من استكشاف جملة من الأوضاع والعلاقـات الـتاريخية، وي مقدمتها العلاقات المجتمعية وأنماط الحيـاة الـمعتمدة، وبات هذا المصدر بمخزونه الضخم بمثابة رأسمال معرف يساعدنا على فهم هذه التجربة على نحو يكاد يلامس الواقـع بعيدا عن الإضافة أو الحذف أو الاستبعاد التي يعرفها جيدا كل مشتغل بعلم التاريخ على وجه الخصوص. في هذا الكتاب تجد الباحثين تعمقا في قراءة المخزون الفقهي العماني لسبر أثر هذا الفقه 2 السلوك المجتمعي وكان تركيزهم على التسامح كنموذج مورس قديما وأبقى أثره حاضرا، ولم يغفلا عن ضرب أمثلة متعددة أخرى.
إن المعتمد الأول للإباضيّة في الحديث النبويّ هو مسند الإمام الرّبيع بن حبيب الفراهيدي (ت: حوالي 175هـ)، وبالتالي فهم يقدّمونه على ما سواه من مدوّنات الحديث النبويّ الشريف. ولكن بين الحين والآخر نسمع من البعض ما يشكّك في صحّة هذا المسند، وينفي نسبته إلى الإمام الرّبيع، ويدّعي نسبته إلى الوارجلانيّ مرتّب المسند (ت: 570هــ)، بل هناك من يدّعي إنتحال الإباضيّة المتأخرين لهذا المسند. لذلك ينبغي إجراء بحوث على المصادر الإباضية ما قبل القرن السّادس الهجريّ، التي اعتمدت هذا المسند كمصدر من مصادر الحديث النبويّ الشّريف، وقد اخترت لهذه الدراسة واحداً من أهم المصادر الإباضيّة - قديماً وحديثاً - وهو كتاب "الجامع" للإمام ابن بركة المتوفّى حوالي سنة 362هــ. وكان إختياري لجامع ابن بركة لمِا يمتاز به عن غيره من الجوامع المؤلفة في تلك الفترة من إستيعاب لأهمّ المسائل، والإستدلال عليها ومقارنتها بما عند غير الإباضيّة، ووجود الكمّ الكافي للدّراسة من الأحاديث النبويّة، حيث تبيّن أنّ في الكتاب نحواً من 800 حديث منسوب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونحواً من 300 أثر منسوب إلى من هم قبل الرّبيع من الصّحابة والتّابعين، ونحو ربع تلك الأحاديث والآثار من أحاديث مسند الرّبيع.
هذا الكتاب يبحث ظاهرة الرق التاريخية التي ألغيت بأشكالها القديمة، وظهرت أشكال أخرى من غل الإنسان حرية أخيه الإنسان وامتهان كرامته، الخطير في كل أشكال امتهان كرامة الإنسان قديماً وحديثاً أن تبرر وتعطى شرعية باسم الدين أو باسم الحاجة الاقتصادية، دعا القرآن إلى تحرير رقبة من كل ما يغلها ويكبلها، لذلك كان إلغاء الرق مشروعاً وعودته انتكاسة لمكاسب حققتها الإنسانية، ومؤسف أن يجعل الدين ستاراً لجر الإنسانية إلى الوراء. نستطيع القول إجمالاً إن الرق انتهى قانونياً من المنطقة العربية لكنه لا يزال يحظى بالشرعية الفقهية، وآثاره لا تزال مترسبة عميقاً في الاجتماع البشري خاصة في منطقة المسكوت عنه، ولعلاج ظاهرة الرق التاريخية نهائيا في المنطقة العربية يلزم نزع الشرعية الفقهية عنها، وكذلك يلزم علاج الآثار التي خلفتها في ضمير ووجدان الاجتماع البشري.