انبعثت في الباص عاصفة هوجاء من الضحك والسعال. التفت فشاهدت الشخص السمين الجالس في المقعد الأمامي يهتز من كثرة الضحك. في الأمام وقف الرجل الأعمى وأخذ يضحك بشكل هستيري، ثم تقدم خطوتين وسقط، فيما أنا أغوص بجسدي كله في المقعد، كان الشخصان الكبيران في السن يضحكان بقوة، بينما المكان كله كان يهتز من كثر الضحك، أخرجت منديلا أمسح به دموعي فيما راح الباص يغوص في لجة من الأضواء الساطعة والضحك يتعالى منه وينتشر في كل الأرجاء.
لا تحيلك نصوص سعاد علي العريمي في مجموعتها القصصية "تمرد عشتار" إلى شيء غير ذائها، تجربتها الشخصية علاقتها بالناس والأشياء والعالم من حولها، ومن ثم وعيها لهذه التجربة والعلاقة، وعبر مرآة الذات " الكتابة " يتراءى لنا عالم خاص وحياة مختلفة، تتدفق بألوان من الفرح والطفولة، والحب والحلم والتوق والعشق، والحزن والألم، وما يضج في دواخل النفس أحيانا من مشاعر غنية ومتشابكة، ومتداخلة ومتناقضة في بعض الأوقات، وعبر رؤيتها الذاتية، ومنظورها الخاص، وأسئلتها الشخصية تعيد اكتشاف الموضوعات والقضايا التي قد تتشابه وتتقاطع مع ما يعيشه الكثيرون.
"وهذا الكتاب يشتمل على التذكير بالموت والمعاد، وسکني القبور والخروج منها ليوم النشور، جمعت فيه من آيات القرآن الكريم، والأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرويات، والآثار عن السلف الثقات، مُستخرج من كتب الأئمة، مثل: كتاب العاقبة للإمام أبي محمد عبد الحق الإشبيلي، كتاب التذكرة للإمام أبي عبدالله القرطبي ومن غيرهما أيضا، ثم زدت فيه بمواعظ حسنات، جمعت فيه من الحديث والمواعظ؛ ليكون أبلغ في تنبيه الغافل وتنشيط المتثاقل، جعله الله لوجهه خالصًا إنه جواد كريم . ."
لأن كلمة (توت) تقرأ من اليمن إلى الشمال ، ومن الشمال إلى اليمين دون تغيير فيها. وكذلك السنة النبوية المطهرة ، هي لا تتغير ولا تتبدل في مين الحياة وشمالها، وشرقها وغربها، حلقت بنا الدنيا بزخرفها أو وضعتنا بضعفها وشدتها فأدعوه سبحانه وتعالى أن يكون نافعا لكافة المسلمين دون تخصيص لمذهب وفكر وتوجه محدد. فقد يلاحظ القارئ أنني ابتعدت عن كل ما يثير حفيظة المذاهب والفرق الإسلامية، ذلك لأن الغرض من الكتاب هو الإرشاد السنة الحبيب صلى الله عليه وسلم التطبيقية، قولية وفعلية فقط، والعودة إليها في هذا الزمان، لا المناقشة والمنافحة والمناظرة. موجز القول لهدف الكتاب؛ أنه مختصر لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأراد تقليده في القول والعمل، راعيت فيه الإيجاز الشديد ليكون سهل الحمل والتصفح والرجوع إليه..
يتناول هذا الكتاب بالتحليل العميق بعض النماذج المسرحية المنتقاة من التاريخ العربي الإسلامي ، وذلك بغية دراستها ، وتحليلها ثم عقد مقارنة بين المـادة التاريخية التي استقى منها المبدع المسرحي موضوع وبين النص المسرحي المؤلف ، مما يتيح القارئ إكتشاف أهم ملامح العمل المسرحي ومدى تطابق أو اختلافه مع الواقعة التاريخية. ويتطرق إلى بعض النماذج التاريخية ، في محاولة التقدیم دراسة تحليلية نقدية ، عارضا أهم الإختلافات في الأحداث الواردة في النصوص المسرحية المنتقاة ، والأحداث الواردة في المادة التاريخية ، وكذلك مدى الاتفاق ، سواء كان في الموضوعات أو الشخصيات، وبذلك فأن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو تقديم بعض النماذج المسرحية التي طرزتها أيادي المسرحي ين العرب ، وذلك في ثوب تاريخي باشراقات الحضارة العربية والإسلامية التي تفاوتت من مرحلة زمنية إلى أخرى . ولا يزال کتاب الدراما إلى عصرنا هذا، يجدون في المادة التاريخية مصدرا أساسيا ملهمة لهم ، وهو معين لا ينضب عبر العصور.
"يقفُ البشر عاجزين عن إدراك خفايا هذا الكون. ما نؤمن بصحَّته اليوم، قد لا يكون كذلك غدًا. إنَّ الخيال قد يصبح واقعًا، والواقع ربَّما لم يكن واقعًا أبدًا. هذه القصة من نسْج الخيال والذي لا عجب أن يكون حقيقةً في يوم من الأيّام".
"بدأ مالك بتدخين السيجار، وكان صديقه المحامي ملازمًا الصمت، قال مالك: - تخيل لو أن هذه المحادثة قد دُونت في كتاب واطلع عليها المحامون. ابتسم صديقه المحامي بسخرية وقال: - المحامون! سوف يرجمونني بالحجارة كما رجموا النبي محمدًا، وسيحاكمونني كما حاكموا سقراط، وسيصلبونني كما صلبوا المسيح، لأني قلت لهم الحقيقة فقط."
وفي صباح يوم جمعة يصعب نسيانه، رأيته في ساحل «السيب» يرفع سمكة كبيرة من ذيلها. كان متوترا وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ جبينه المعروق مقطَّب ورقبته لا تتوقف عن الدوران. اقترحت عليه أن أوصله، فرجاني أن أسرع كي لا تُفسد الحرارة سمكته. طلب مني كذلك إشعال إشارات الخطر. وحين أوصلته وهمّ بالنزول تمتم، بنبرة مَن يكلّم نفسه: الحرارة لا تُحتمَل. في المرة المقبلة سأطلب سيارة إسعاف ﻹيصال السمك سالما إلى البيت!
عند نبع الماء، كان سعد بن الحارث يروي أغنامه وأغنام والده الكثيرة، ودائما ما يركن إلى الصمت وهي صفة الحكماء، فهو يحب أن يستمع لما حوله من طيور وخرير ماء وحفيف أشجار، وهو كذلك يجب أن يكون مستمعًا جيدا إلى الآخرين تنفيذا لوصية والده اليومية: "إذا أردت الحكمة وهدوء النفس فاستمع الحبيبات الرمل عند اصطكاكها ببعض وتقلبها على ظهر أمنا الصحراء، وإذا أردت لسانا فصيحا فاستمع للآخرين وألصق سمعك بأفواههم ولا تشغل بالك بإعداد الرد المقنع فإنه لا محالة سيأتي بنفسه".
"تتميَّزُ الإنجليزية عن غيرها من اللغات بأنها لغة العالم الأولى اليوم، فهي اللغة الأم لبريطانيا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، واللغة الرسمية الثانية لدول إفريقية مثل نيجيريا وزامبيا، ولدول آسيوية مثل الهند وسنغافورة؛ وإن لم تكن هذه أو تلك أوليت عناية خاصة كلغة أجنبية في التعليم والإعلام والعلاقات الدولية، كما هو الحال في عالمنا العربي. ولما كانت المكتبة العربية تفتقر إلى مجموعة مختارات من آداب هذه الدوائر الثلاث، فإنَّ سلسلة "ترحال عبر قصص مترجمة" تأتي لتسد شيئًا من هذه الثغرة، فهي تقدِّم قصصًا قصيرةً من آسيا وإفريقيا وأوروبّا وأمريكا والبحر الكاريبي ومنطقة أوقيانوسيا؛ تتوزّع القصص المترجمة على كتابين، يتضمَّن الأوَّل عوالم أحاديَّة اللغة (إلى ما قبل بابل)، والثاني تتحرّك شخصياته في إطار متعدِّد اللغات (إلى ما بعد بابل) هذا التوزيع يعدُّ إجرائيًّا في نهاية المطاف؛ فالمترجم خالد البلوشي ينطلق من أنّ الإنسان، سواء أكان أحاديّ اللغة أم متعدّد اللغات، يبقى غريبًا منفيًّا أينما كان وكيفما كان؛ مأتى غربتنا إنسانيّتنا، فنحن، بحسب ما يرى، نفوس لا تتّسق على منوال ولا تطّرد على حال، بيدَ أنّنا لا سبيل لنا إلا الاجتماع إلّا إذا تناسق معنانا مع غيرنا، وإذا كان هذا كانت الأسماء والمواقع والأدوار، ومن ثم كان المسعى إلى تكييف نفوسنا بحسب المجمَع عليه، هذه المفارقة البشريّة تنطوي على آثار نفسيّة وأخلاقيّة تكشفها القصص المترجمة فنًّا ويسعى المترجم الكاتب إلى إظهارها نقاشًا في كتاب نقديّ ثالث من السلسلة (تقويض بابل)"
"تتحدث رواية جبال من رجال الحجر عن المجتمع الحديث الجديد الذي خرج إثر مفارقة بين التطور المدني العمراني السريع و بين التطور القيمي والفكري والثقافي، عبر التركيز على كيفية نشوء طبقة جديدة من محدثي النعمة في المجتمع، تحمل في مضامينها التمزق بين عالم القيم وعالم المادة، و تجذر الصراع ما بين البحث عن الذات (الهوية الإنسانية) و بين الانتماء لمادية العصر الحديث من خلال إحالتها إلى نماذج في عالم تخييلي مقابل واقع تلك الفترة وما تلاها عبر خلق شخصيات جعلها العلامة الأبرز في تشكيل الذاكرة لأهم تاريخ عمان الحديث على المستوى الإنساني والأخلاقي، يستشرف المؤلف من خلال أقوالها وأفعالها وأحوالها ملامح الذات أو نموذج الإنسان العماني، وما قد يكون عليه مجتمع الألفية الجديدة".