يقال إن المسيح عيسى وقع في حب امرأة تدعى مريم المجدلية، كان أول لقاء بينهما عندما أتى بها قومها وألقوها أمام المسيح، وقالوا له إن هذه امرأة زانية، وإن عقوبتها الرجم بالحجارة حتى الموت. أحبّ المسيح تلك المرأة، ورأى فيها شيئًا لم يره من جاؤوا بها، فقدّم المسيح واحدة من أعظم المرافعات في التاريخ الإنساني لتبرئتها، مع أنه كان موقنًا بخطيئتها فقال: (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) لم يتجرأ أحد منهم على رمي أول حجر؛ فجميعهم لديهم خطيئة، ثم أمرها بالرحيل فرحلت، ولكنها عادت إليه ولازمته، وشهدت صلبه. كانت تزور قبره وتبكي، وهي الوحيدة التي شاهدت قيامة المسيح. قد يرتكب الإنسان خطأ لا يغتفر، فيتبرأ منه والداه، وينفض أهله من حوله، ويفر منه أصحابه، بينما سيقف محام بجانبه، سيحاول تبرئته وهو يعلم أنه مذنب، وسيصدّقه وهو يعلم أنه كاذب، وسيؤمن بقضيته وهو يعلم أنه كافر بها.
في (عاشق القمر) نجد أن كتابة القصة القصيرة عند الأستاذ خليل خميس تقدم نفسها للقارئ بسيطة وسلسة ومحملة بالمعاني الكبيرة التي قد لا يتحملها کاهلاها الصغيران، ومع ذلك تناضل ببسالة لتقوم بهذه المهمة الجسيمة.. إنها قصة تربوية، إن صح هذا التعبير، لا يهمها فعل القص كهدف بحد ذاته، بل تتخذ منه وسيلة التبليغ رسائل تختلف أبعادها من قصة إلى أخرى، لذا نجدها تحاول جاهدة مطابقة الواقع في تنوعه وتناقضاته، وكأنها مرآة صقلية ينعكس عليها سلوك الناس وأفكارهم وهمومهم وانشغالاتهم. إنها -بمعنی ما- قصة ملتزمة تؤمن بالهوية وتعض عليها بالنواجذ، وتجد أحيانا في التاريخ داعما قويا لهذا التوجه الذي ارتضاه الكاتب لبعض قصصه من خلال استلهام بعض أحداثه.
في فجر السابع من يناير عام 2015 قُبِضَتْ روحي عندما كنت نائماً في بيتي في يداب، إلا أنني لم أنسلخ فوراً من إهاب هذي الحياة، ربما بسبب ما عانيته من الوحدة في السنين الخمس الأخيرة بعد رحيل زوجتي تقوى، حيث لم يكن يطرق بابي أحد وأبنائي - بسبب أسرهم وأعمالهم ومشاغل حياتهم- يزورونني في الأحايين، ويهاتفونني مرة كل أسبوع وآخر، لذلك لم يعلم بموتي أحد، وبرغم فيض السعادة المفاجئ الذي غمرني تشوش عليَّ ما صرتُ عليه بعد مفارقة جسدي الدنيوي، فقد كان جسدي الأثيريُ يطفو فوق فضاء غرفة نومي، وأصبحتُ أرى بوضوح لم أر بمثل شدَّته وصفائه من قبل، وملأني شعور متصاعد من الحب والفرح والسلام.
عندما وصفه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بأنه "راهب متبتل في حب اليمن والثورة العربية". وضع إصبعه على العصب الحساس في شخصية الدكتور عبدالعزيز المقالح. فهو راهب في هدوئه.. لا تكاد تسمع صوته، عندما يتكلم يهمس ولا يتفوه بأكثر من جملتين قصيرتين الا اذا تكلم في الثقافة. وهو راهب في بساطته وتواضعه. هو عبدالعزيز المقالح الشاعر الكبير والأكاديمي والناقد الذي أخذ من الشخصية اليمنية بساطتها وعمقها التاريخي ومن الشخصية العربية كرمها ورفعتها ومن الشخصية المعاصرة حضارتها ومن شخصية الشاعر شفافيته وحساسيته.
القضية الفلسطينية، أم القضايا العربية وأهمها وأكثرها تعقيداً ومأساوية، نشأت على إثر مؤامرة دولية على المشرق العربي الإسلامي أثناءالحرب الكونية الأولى في العام 1914م، والتي جزّىء من خلالها إلى دويلات عديدة ذات حدود وحكومات مختلفة، وضعت تحت وصاية الدول الاستعمارية آنذاك. ففـي بـلاد الشام مثلا، رسمت حدود دول أربع (سوريا، فلسطين، لبنان، وشرقي الأردن)، والتي هي في الواقع لحمة سكانية وديموغرافية واحدة، تحمل نفس اللغة والـدين والتقاليد والعادات الموروثة ويجمعهـم تـاريخ عريق مشترك، وفي نفس السياق أيضاً فصلت العراق عن بلاد الشام ومزقت شبه الجزيرة العربية شر ممزق.
لا أكتبُ لأنَّني متفائلٌ أو متشائمٌ أكتبُ لأغْسِلَ أوجاعي وأجعلَ لصمتي جمالًا. أكتبُ لأشاركَ الطّبيعة فرحَها وألَمها. أكتبُ لأنّني ضدّ الرّتابة والجمود ولأنّ الكتابة حالةٌ من التمرُّد على ما نحنُ عليه من تيهٍ في هذا الكون. أكتبُ رغبةً في التغيير والاكتشاف والتطوير الفاجعةُ تطاردنا فَنُكفِّنها بالكتابة.
سلسلة من المواضيع العلمية المختلفة تهدف إلى نشر الثقافة العلمية بلُغة مبسَّطة ومفهومة، تُثير الخيال البشري وتجعله يُحلِّق في فضاءٍ رحْب، بعيدًا عن مشاغل الحياة اليومية وصخَبها، عبر مواضيعَ علمية شيقة، نغوص فيها معًا في أصل المادة، ثم نُحلِّق في فضاءِ هذا الكون المُمتد، وبعدها نرجع لنسبِرَ سرَّ الحياة ونشأتها؛ فما أصلها؟ وما سرها؟ وأخيرًا نتساءل: هل اكتملت لوحة العلم والمعرفة، أم مازالت تنتظر العالم الذي يكتشف لنا مكنونَاتِها، ويرسمها بريشة الفنان الذي يَستلهِم دفائنَها وأسرارَها؟!
ماسأكتبه في السطور القادمة لس قصة حياة احكيها ، و ولكنهامواقف اسردها بكلمات نابعة من قلب مكتوم ، مواقف عشتها مع إنسان عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية ، مواقف وأحداث كشفت لي عن معدن هذا الإنسان الرائع الذي قضيت معه أجمل وأروع لسنوات عمري . ليستسنه ولا سنتين ولا ثلاثا لكنها سبع عشرة سنة عشتها معه بكل تفاصيلها اكتشفت خلالها على صدقه ووفائه وإخلاصه وحلمه في زمن شح فيه وجود أمثاله
في القراءة عزاء لنا عن كل هموم الحياة ومشاكلها، أقول هذا بعد تجربة طويلة مع القراءة تجاوزت ١٨ عاماً. كتاب (عزاءات القراءة) عبارة عن مقالات كتبتها أناقش في أغلبها بعض المواضيع المتعلقة بالقراءة والكتب والتي أرى أنها مهمة لتجعل قراءاتنا أكثر منهجية وإفادة وإمتاعاً.
سيحلق القاريء كما عنوان الكتاب في سماوات عشر دول ومدن مختلفة بعناوين تميز كل مدينة، بدءا من دمشق، والقاهرة، والبحرين، والمغرب، وجزر القمر، وقبرص، وباكستان، ومدينة جودوود في الريف الإنجليزي، ومدينة بادربورن الألمانية، والصين.
"هذه الرواية التي تحكي عن أحداث ومواقف عاصرنا حقيقتها المرة التي نسمع عنها بين فترة وأخرى، قد تختلف القصص وتختلف المواقف وتختلف الاحداث ، أحببت أن أسلط الضوء على العادات والتقاليد، والحب الصادق النقي، وكيف تحكم العادات الحب وتقتله، قد تكثر علي الانتقادات، ولكني حاولت قدر الامكان أن أسرد القصة الحقيقية بكل جوانبها مهما تلقيت من نقد، قل من يكتب الحقيقة، وهنا أنا مؤمن بنقل الحقيقة بحذافيرها"
تحكي "عشق هادئ" للروائي الإيراني نادر إبراهيمي (1936-2008م) قصة حب عميقة لمُعلم مُثقف من الريف يقع في غرام فتاة آذرية مليحة تُدعى "عسل"، قبل أحداث الثورة الإيرانية عام 1979. يُقدم الأستاذ العاشق عبر قوة الحب والأمل – رغم سلسة المتاعب الجسيمة التي تنال منه من جراء نشاطاته الشتى خارج الحقل التدريسي في ظل النظام الملكي- نموذجًا بسيطًا ولكن عميقاً للحب النابض بالتجدد لحياته مع زوجته، متجاوزًا كل ما يمكن ما يمكن أن يُكّدر صفوها ويضعف من وهجها بعد ظهور مشاكل جديدة متصلة بالحياة اليومية الروتينية للزوجين بعد قيام الثورة الإسلامية. تدعم سير أحداث الرواية المشوقة حوارات جذابة، ولغة سهلة متدفقة، وتأملات بالغة العذوبة والرقة، تجعل قارئها يتوقف عندها وتدفعه للتفكير في الدليل الشامل الذي تقدمه الرواية عن إمكانيات العشق الحقيقي الهادئ وقدرته على تجاوز المحن، في أكثر الأوقات عصفًا بالإنسان، وأشدها حلكة، ولعل هذا ما يحتاجه كلّ منا، في هذا اللحظة أكثر من أي وقت مضى.